اعتبرت شخصيات وطنية ودبلوماسيون وبرلمانيون نيلسون مانديلا، شخصية استثنائية، تجسد أنبل قيم الانسانية حيث استطاعت أن تضع أسسا جديدة للتعايش البشري ليس في جنوب افريقيا فحسب، إنما بين جميع الشعوب التي ناضلت ضد الميز العنصري وكافحت ضد الاستعمار، من أجل الحرية والاستقلال. وأثنت هذه الشخصيات في اليوم العالمي لنيلسون مانديلا، الذي أقرته الأممالمتحدة في 18 جويلية من كل سنة، وتحييه الجزائر تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، على الخصال والقيم التي ميزت شخصية مانديلا الفذة على المستوى النضالي والانساني، حتى صارت مثالا للبشرية في الانتصار لقيم الحرية والعدالة والاخوة. واحياء لهذا اليوم العالمي الذي ينظم لأول مرة، بعد اقراره من طرف الأممالمتحدة، نظمت جمعية مشعل الشهيد ومكتب الإعلام للأمم المتحدةبالجزائر وجريدة المجاهد، ندوة إعلامية حول الحدث، ثم خلالها عرض شريط وثائقي عن حياة ونضال مانديلا، قبل أن يقرأ السيد مامادو مباي المنسق المقيم للأمم المتحدةبالجزائر رسالة الأمين العام بان كي مون الذي وصف مانديلا بالشخصية الشامخة، وأنه يجسد أنبل قيم الانسانية وأرقى قيم الأممالمتحدة، فحياته وقوته وتحضره -تضيف الرسالة- هي مثال لنا جميعا، فقد ظل لسنوات يحارب من اضطهدوه وبعد ذلك غفر لهم، وإليه نتوجه بالشكر على كل ما بذله من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية. وبالمناسبة، قدم المجاهد ضابط المالغ، السيد عبد الكريم حساني شهادته عن مسيرة مانديلا، حيث قال إنه عرفه عن طريق الرئيس بوتفليقة عندما وصلته رسالة منه سنة 1958 باسم قيادة الثورة، إلى مركز التكوين العسكري لجيش التحرير الذي كان يرأسه السيد حساني، يطلب فيها من هذا الأخير، تحضير ما يمكن أن يقدم لمانديلا من دعم ومساعدة. ويذكر السيد حساني، أن اجابته كانت كالآتي: ''إننا في الكفاح سواء، ومنه كانت اللحمة واحدة بين مجاهدي الثورة والأفراد والمناضلين الذين بعث بهم مانديلا إلى الجزائر من أجل دعم نضاله ضد الميز العنصري احقاقا للحرية والعدالة''، وأضاف'' كنا في مخيمات التدريب نتقاسم كل شيء، من الإكل إلى القيم الانسانية للثورة والنضال ضد الميز العنصري''، وبعدها زار مانديلا الجزائر أوائل ,62 وأقام لبعض الوقت، مخيمات التدريب وأجرى لقاءات مع قيادة الثورة وأعضاء الحكومة المؤقتة. أما وزير الحكومة المؤقتة والأمين العام الأسبق للأفلان، الأستاذ عبد الحميد مصري، فقد استغل اليوم الذي خصصته الأممالمتحدة لنيلسون مانديلا ليرسل إليه تحية المناضلين الجزائريين الذين عرفوه وكذا الذين تقاسموا معه قيم النضال من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا في هذا السياق، أن ثورة التحرير فتحت أبوابها لجميع حركات التحرير الوطني بما فيها حركة الكفاح ضد الميز العنصري في جنوب افريقيا، حيث استقبلت مناضليها في مخيمات الثورة. وذكر السيد مهري أنه عندما ألتقاه أثناء زيارته للجزائر في ماي 1990 في اعقاب خروجه من السجن، وجده يذكر أسماء بذاتها من قادة الثورة أمثال، كريم بلقاسم، بوالصوف، بن بلة، عباس فرحات، قايد أحمد، وكان يضيف مهري، معجبا بمسيرتهم النضالية ضد الاستعمار من أجل التحرر والاستقلال. وأشار السيد مهري، بشخصية مانديلا، حيث قال عنه ''أنه نجح في وضع أسس جديدة للتعايش البشري في العالم وليس في جنوب افريقيا فحسب، ولذلك - يضيف مهري - سنبقى نحارب الآثار السياسية والثقافية للاستعمار، ومنها تلك التي تمجد هذا الأخير، حتى تعيش الشعوب في تعايش، لأن المشكل كما قال ليس في الشعب الفرنسي بل في الأنظمة التي تمجد الاستعمار وتدافع عن جرائمه، ولذلك فالشعوب تتقاسم القيم الانسانية النبيلة كالحرية والعدالة والاخوة. وقد تم في الأخير، تكريم مؤسسة نيلسون مانديلا رمزيا، حيث تسلم المنسق المقيم للأمم المتحدةبالجزائر، هدايا رمزية نيابة عن هذه الشخصية العالمية الفذة.