"لينفوا كما شاؤوا، ما نقول يستند لمعطيات ومستندات سنكشف عنها بعد تحرير ليبيا" وجه المجلس الانتقالي الليبي قذائفه مرة أخرى باتجاه الجزائر، بدعوى أنها تدعم نظام معمر القذافي، شأنها شأن تونس، وجاء الهجوم "الجديد القديم" لتوقيع مشاهد حلقة جديدة من مسلسل الاتهامات المشبوهة والمغرضة ضد الجزائر على لسان عبد الفتاح يونس هذه المرة، باعتباره "القائد العام لأركان جيش التحرير الوطني الليبي"، في محاولة لإقناع المشاهد والرأي العام بتصديقها، ، وبدل التعجيل بتقديم الدليل المزعوم الذي لوح به، فضل "وزير الدفاع " تكتيك الاستمرار في تنشيط فصول هذه الحملة القذرة على الجزائر عبر مختلف الوسائط الإعلامية والدبلوماسية، لغرض في نفس يعقوب، أهمه ابتزاز الغرب، واحراج مصداقية الجزائر، وكأن المعارضة المسلحة تملك من تقنيات المراقبة ما عجز عنه حلف "الناتو"، وفي منطقة محظورة تغطيها طائرات الأواكس، والبريداتور، والأقمار الصناعية،و..و... * عبد الفتاح يونس، أطلق العنان لمخيلته، وهو يرد على أسئلة صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، المحتارة والمستغربة، نشرتها اليوم الاثنين، إذ لم يكتف بالطعن في موقف الجزائر المحايد من الصراع الليبي، وتمسكها الواضح بمبادرة الإتحاد الأفريقي، وبتكذيب نفي الجزائر استقبال شحنة أسلحة موجهة إلى قوات القذافي، كما تقول الإشاعات، بل ذهب إلى حد الحديث عن امتلاك أدلة تثبت التهمة، وأنه سيكشف عنها بعد تحرير ليبيا وإسقاط حكم القذافي، مع تمرير رسائل أخرى "مشبوهة" هدفها الشويش على سمعة الجزائر وموقفها من الأزمة ودورها المحوري في المنطقة، بالترويج لوجود موقف رسمي وآخر شعبي، مع الإشارة إلى أن "الناتو" والإتحاد الأوروبي وجهوا تحذيرا إلى الجزائر بسبب مواقفها هذه. * عبد الفتاح يونس، وفي رد على سؤال الصحيفة" لماذا اتهمتم الجزائر مجددا بتسليح القذافي ومساعدته بإرسال المرتزقة؟"، قال"الباخرة التي اكتشفناها تضم حمولة من الأسلحة وصلت للجزائر في طريقها إلى ليبيا"، وأضاف وهو يعقب على سؤال متجدد ينقل نفي الجزائر لهذه الاتهامات "لينفوا كيفما شاؤوا، نحن لا نتكلم من فراغ، وبعد تحرير ليبيا وإسقاط النظام سنكشف كل الحقائق، لكي يعرف الجميع ماذا فعلت الجزائر لدعم القذافي". * صحفي "الشرق الأوسط" أصر على إثارة سؤال آخر يستغرب موقف يونس وهو يحاوره من القاهرة عبر الهاتف"، حين سأل" تقصد أن لديكم أدلة ومستندات دامغة تدين الجزائر؟"، في استفسار واضح عن عدم الكشف عنها إذا كانت موجودة فعلا، فرد عليه يونس بنفس الإصرار" نعم بالطبع، نحن لانقول أي كلام، وما نقوله يستند إلى معطيات ومستندات، وعندما نحرر ليبيا سنكشف ما بحوزتنا من أدلة قاطعة، ليس لنا مصلحة في إطلاق الاتهامات جزافا ضد أحد.." . * وراح قائد الأركان يطلق رصاصات أخرى تبدو وكأنها طائشة، لإصابة أهداف لا تقال أهمية، حين قال"لدى الجزائر إنذار أخير من الناتو والتحالف الغربي والإتحاد الأوروبي، ويجب أن يتوقف هذا الدعم"، وقوله"ويعز علينا هذا الموقف الغريب والمستمر من الجزائر، الدولة والحكومة، أما الشعب فنحن نعلم أنه يساندنا". * ومن خلال تصريحات عبد الفتاح يونس، "القائد العام لأركان جيش التحرير الوطني الليبي"، ووزير الداخلية السابق في النظام الليبي، والذي يدرك جيدا طبيعة وخلفية مواقف الجزائر الثابتة من مثل هذه النزاعات في العالم العربي، إفريقيا والعالم، يبدو أنه يستغبي الرأي العام الليبي، الأوروبي والغربي، قبل أن يرمي الجزائر بالغباء، حين يتهمها باستقبال شحنة أسلحة غبر سفينة تعبر البحر المتوسط لنقلها إلى ليبيا عبر الحدود، ثم يرفض تقبل نفيها، لأن التهمة غريبة جدا، وخاصة إذا جاءت من عسكري في مستوى المتحدث. * فهل هناك عاقل يصدق مثل هذه الاتهامات، الجزائر وبمواقفها المعروفة والتزاماتها الدولية المسؤولة، وخاصة تطبيق قرارات الأممالمتحدة بشأن الحظر على ليبيا، وبكامل قواتها العسكرية، والأستخباراتية، وحدودها الواسعة مع ليبيا، تقوم باقتناء شحنة أسلحة جديدة في 19 جويلية الجاري، وتمررها في سفينة تعبر مياه المتوسط، لتنقلها من ميناء جن جن بجيجل إلى ليبيا، في وقت توجد المنطقة برمتها، بما فيها الحدود، تحت مراقبة دقيقة، الكترونية وجوية، وأخرى تجسسية، تابعة للناتو، من خلال طائرات الأواكس، وطائرات "بريداتور" الأمريكية، والأقمار الصناعية، فضلا عن النشاط الأستخبارتي الكثيف للولايات المتحدةالأمريكية، في سياق محاربة الإرهاب، "أفريكوم"، إلى جانب النشاط الفرنسي الأمني، والذي ازداد حدة في المدة الأخيرة. * وما يؤكد تحامل يونس، ومن خلاله، المجلس الانتقالي، على الجزائر ثم تونس، التي اتهمت بتسهيل مرور قناصة مرتزقة من أوكرانيا عبر حدودها إلى لمساندة قوات القذافي، ثم معاتبة السعودية على موقفها المحايد، هو تعليقه على مواقف الدول العربية من النزاع الليبي، حيث قال" لكل دولة ظروفها، نحن نتفهم ظروف الجميع، ونتمنى تطويرها لصالح دعم ثورة وانتفاضة الشعب الليبي ضد نظام القذافي".