كرمت أمس الإثنين، وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليوت ماري الحركى ممن باعوا أنفسهم خلال الثورة الجزائرية بوسام "الكرامة المثالية"، وذلك بمناسبة اليوم الوطني لتخليد أفراد احتياطيي الجيش الفرنسي خلال الحرب الجزائرية الموافق لتاريخ ال 25 من سبتمبر، فيما اتهمت أطرافا لم تسمها بتصفية المئات من هؤلاء المجنّدين ضمن الجيش الفرنسي عشية التوقيع على اتفاقية إيفيان. سميرة بلعمري أليوت ماري قدمت تحية خاصة لمن اعتبرتهم رجال الشرف الذين حاربوا وقدموا أرواحهم فداء للقيم الجمهورية الفرنسية، رجال قالت إنهم أثبتوا كرامة مثالية وتقربا صادقا وخالصا من فرنسا وإحساسا كبيرا بالواجب، وقالت أليوت ماري إن السلطات الفرنسية لن يُمح من ذاكرتها هذا التعاون، على حد تعبيرها، أمام عشرات المحاربين القدماء المجتمعين بمجلس الشرف بباريس. وأوضحت ماري أن الحركى هم الفرنسيين المسلمين الذين التزموا ضمن الجيش الفرنسي كجنود إضافيين خلال الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1962، غير أنها أهملت الرؤية القائلة بالخيانات التي اقترفها هؤلاء اتجاه وطنهم الجزائر في مقابل إثبات الولاء للجيش الفرنسي واتهمت وزيرة الدفاع الفرنسي أطرافا لم تسمها، بتصفية المئات منهم قبيل التوقيع على اتفاقيات "إيفيان" وأصرت أليوت ماري على توجيه تحية شرف خاصة للحركى قبل أن توسم ستة منهم بهذا الوسام. للذكر، فإن قانون ال 23 فبراير خص الحركى ببند خاص يقول بإلزامية تعويضهم من قبل السلطات الفرنسية، في مقابل التضحيات التي قدموها للجيش الفرنسي، كما يعد مشكل دخول الحركى الأراضي الجزائرية أحد المشاكل المطروحة بحدة منذ ظهور المؤشرات الأولى لاتفاقية الصداقة التي انقطعت أخبارها منذ التعنت الذي أبدته السلطات الفرنسية اتجاه المطالبة العلنية التي أطلقتها الجزائر القائلة بضرورة تقديم فرنسا لاعتذاراتها حيال ما اقترفته في الجزائر. كما شكلت تصريحات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في العديد من المرات بخصوص الدور الذي لعبه الاستعمار الفرنسي في طمس الهوية الجزائرية، أحد العوامل التي أدت الى إضفاء جو من البرودة على العلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية.