حث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة السبت بالجزائر العاصمة الأحزاب على إشراك المرأة في الحياة السياسية، ومنحها فرصة الترشح في الانتخابات لتقلد مناصب مسؤولة في مؤسسات وأجهزة الدولة. وأوضح رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها أمام النساء الجزائريات في حفل أقيم السبت بالعاصمة الجزائر بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، أنه "لا فائدة من الإشارة إلى أن المرأة تشغل مناصب دون أخرى"، مشيرا إلى أن "هذا شأن الحكومة لتصحيح الوضع لكنه أيضا شأن الأحزاب السياسية قبل الحكومة". واعتبر بوتفليقة أن كل الأحزاب مقصرة في عدم تقديم أسماء للنساء للترشح في الانتخابات وإن فعلت ذلك فإنها تلجأ لتضعها في المراتب الأخيرة. فرغم سعي الأحزاب السياسية الجزائرية خلال السنوات القليلة الماضية لاحتواء المرأة واستقطابها ، إلا أن الواقع يشير إلى صعوبة تحقيق هذا المسعى إلاّ بنسبة قليلة، فتوجد المرأة بنسبة قليلة جداً في قيادات الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، إذ تمثل في الآفلان أقل من 7 بالمائة،والأرندي 8 بالمائة، الأفافاس 8 بالمائة ،و كذلك الأرسيدي ،وحماس6 بالمائة ، والنهضة 3 بالمائة، وهو ما يمثل حضورا محتشما للمرأة الجزائرية في الساحة السياسية .وبخصوص المناصب العليا للدولة، فإن البرلمان الجزائري، مثلا يحوي 389 مقعدا، ولا يتعدى عدد النواب النساء 27. وهو ما يمثل 6.94%، وفي مجلس الأمة لا يتعدى عددهن 04 نساء مقابل 140 سيناتور، وهو ما يمثل 2.87 %.حسب التقرير الوطني حول التنمية البشرية لسنة 2006 المقدم من قبل المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي.وكل ذلك يؤشر على أن الأحزاب السياسية الجزائرية لا تزال تستعمل المرأة كورقة ضغط في الانتخابات نظراً لكثيرة عددها، حيث تمثل أزيد من 52 بالمائة من مجموع السكان، كونها طرف المعادلة التي لا يمكن الاستغناء عنها لإنجاح الانتخابات، لذلك نجد كل الأحزاب الجزائرية تسعى لاحتوائها واستقطابها، رغم وعي الحركة النسائية ومطالبتها للأحزاب بترشيح المرأة وإدراجها في قوائم الانتخابات المحلية و الولائية وكذا التشريعية.