تصوير : جعفر سعادة فجّرت قفّة رمضان ببلدية باش جراح يوم أمس، غضب "الزاولية" الذين قضوا طيلة يوم كامل في انتظارها بمقرّ البلدية التي أوصدت أبوابها في وجه هؤلاء، ممّا أشعل فتيل الإحتجاج وأدّى إلى حدوث اشتباكات وسط المواطنين الذين سعوا بكل جهدهم للوصول إلى باب مكتب الحالة الإجتماعية للحصول على القفّة أو على تفسير على الأقل. * وفي جولة قادتنا إلى عين المكان وقفنا على حجم المعاناة التي تواجهها مثل هذه الفئات من المجتمع والتي أجبرتها سياسة توزيع التي انتهجها البلدية على افتراش الأرض والبقاء تحت أشعّة الشمس الحارقة والمكوث داخل البلدية طيلة يوم كامل للاستفادة من قفّة "معوزّة"، إلا أنّ الأمر لم يمنع "القلاّلين" وحتّى العائلات الميسورة -على حدّ قول المحتجّين - من افتراش أرضية البلدية واستعمال مختلف الوسائل للحصول على القوّة. * وفي حديثنا لمجموعة من المواطنين الذين صادفناهم هناك تمّ الكشف عن بعض التجاوزات في عملية التوزيع من خلال اختلاط المحتاج بغيره ودخول الجشع نفوس بعض العائلات التي تطمع حتى في صدقة الدولة التي خصصتها للعائلات المعوزة، وفي هذا الشأن تقول عجوز طاعنة في السن وهي تحمل بين أيديها بطاقة التعريف الخاصّة بها "أقف هنا منذ الساعة السابعة صباحا ولم يلتفت لي أحد بالرّغم من صدور اسمي ضمن قائمة المستفيدين وبما أنّني لا أملك القدرة الكافية لاستعمال القوّة لبلوغ باب المكتب بقيت أنتظر أزيد من 5 ساعات". * ويضيف شخص آخر" إنّ البلديّة تجرّدنا من كرامتنا ازّاء سياسة التوزيع التي تنتهجها، فبالرّغم من استعمال إستراتيجية من أجل التوزيع الأمثل من طرف الوزارة وذلك بإحصاء العائلات المعوزّة قبيل شهر رمضان وإلزام أعوان البلدية على تقديم القفف للعائلات دون تنقّلها إلى مقر البلدية وذلك لاجتناب مثل هذه المشاهد التي تثير الشفقة، إلا أنّ الإستراتيجية ضربت عرض الحائط".