بثقة كبيرة بالنفس وبرودة مؤثرة حتى في أحلك الأوضاع يقف موسى إبراهيم الناطق الرسمي باسم نظام القذافي أمام كاميرات العالم ليرد على أسئلة صحفيين حربيين مخضرمين، ورغم أن كبريات وسائل الإعلام العالمية كانت منحازة بدرجات متفاوتة ضد العقيد القذافي، إلا أن ثبات موسى إبراهيم على مواقفه وتمسكه بتأييد نظام القذافي ظالما أو مظلوما، وقدرته البارعة على مخاطبة الرأي العام العالمي باللغة التي يفهمها خاصة عندما يتحدث عن قصف الناتو للمدنيين الأبرياء، ودغدغة مشاعر المسلمين من خلال اعتبار ما يحدث حربا صليبية ضد المسلمين في ليبيا، كل ذلك جعل المشاهدين يعجبون به ويشبهونه بوزير الإعلام في عهد صدام حسين حتى لقب بصحاف ليبيا. * فحتى عندما بدأت العاصمة طرابلس تتهاوى أمام زحف الثوار خرج موسى إبراهيم على شاشات التلفزيون ليؤكد أن القذافي مازال يسيطر على العاصمة وأن ما هنالك سوى بعض المتسللين في منطقة أو اثنتين وفي خلال يومين كانت الثوار يقتحمون باب العزيزية ورغم اختفاء موسى إبراهيم عن الشاشات الفضائية، إلا أنه ظهر مجددا في تسجيلات صوتية مجددا ولاءه للعقيد القذافي ومعتبرا أن الحرب مازالت متواصلة واعدا الليبيين بالنصر، ومؤكدا أنه يقاتل رفقة أبناء القذافي وأنصاره بالآلاف ويشحذ همم المقاتلين. * والغريب في "صحاف ليبيا" أنه ليس من الحرس القديم ولا قائد عسكري، بل هو شاب مدني وسيم وأنيق ومثقف متزوج بألمانية وله طفل، وسنه لا يتجاوز 37 سنة أي أنه من جيل سيف الإسلام القذافي، وقد أقام 12 سنة في بريطانيا وتأثر بفكرها اللبيرالي حيث درس هناك بجامعة العلوم السياسية والاقتصادية وكان بصدد الانتهاء من رسالة دكتوراه في فنون الإعلام، ولكن يبدو أنه فضّل أن يمارس فن الإعلام والدعاية عمليا خلال هذه الحرب الأهلية متحديا كبريات القنوات الإعلامية العربية والغربية، ومحاولا إلباس القذافي وأبنائه لباس الضحية. * وقد كاد صحاف ليبيا أن يسجن في الأردن عندما تعارك مع بائع بوضة، كما ألقي عليه القبض بعد تصويره للسفارة الأمريكية بالولايات المتحدةالأمريكية وتم إطلاق سراحه بعد 12 ساعة بعد تدخل شخصيات دولية نافذة وأطلقت سراحه، ويبدو ثقة النظام الليبي به كبيرة خاصة وأنه من قبيلة القذاذفة التي تنحدر منها عائلة العقيد معمر القذافي وهذا ما يفسر ارتقاءه لهذا المنصب الحساس. * غير أن الفرق بين صحاف العراق وصحاف ليبيا أن هذا الأخير مازال يقاتل إلى جنب زعيمه رغم سقوط طرابلس بينما التزم صحاف العراق الصمت بعد سقوط بغداد.