أكدت المحامية فريدة العبيدي عضوة المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية للشروق أن المرأة التونسية كانت ممنوعة من ارتداء الحجاب بنص قانوني، وكان رجال الشرطة يفرضون على النساء التونسيات نزع الحجاب في الشوارع ومنعهم حتى من المشاركة في الامتحانات الجامعية ناهيك عن مضايقات في العمل وفي مسابقات التوظيف بل يمنع عليهن لبس الحجاب حتى في السجون. * هل فعلا أن الحجاب ممنوع في تونس بنص قانوني أم أن هذا الكلام مبالغ فيه حسب بعض التونسيين؟
هناك المنشور رقم 108 الصادر في 1981 وهو من عهد بورقيبة ويمنع ارتداء الحجاب على المرأة التونسية، وكان هذا المنشور يطبق بشراسة ولم يكن من حق المرأة التونسية ارتداء الحجاب في العمل وفي الجامعة، بل كان ينزع حجابها في الشارع، وتمنع من دخول المؤسسات العمومية والعمل في الوظائف العمومية ناهيك عن العمل في الشرطة بل ولا يسمح للمحجبات حتى لمجرد المشاركة في المسابقات التوظيفية.
لكن العديد من الأصدقاء التونسيسين ينفون منع الحجاب ويؤكدون وجود عدة نساء محجبات في تونس؟
هناك فترات يتم تشديد فيها منع الحجاب وفترات أخرى تخفف القبضة الحديدية على المحجبات، ففي الفترة ما بين 1990 و2004 لم يكن بالإمكان رؤية الحجاب في الشارع التونسي، والنساء المحجبات لم يعد بإمكانهن الدخول إلى الجامعات ويتم التضييق أكثر عليهن خلال فترة الامتحانات، واضطرت العديد من المحجبات إلى ترك مقاعد الدراسة وفضلن التمسك بالحجاب، وهناك من اضطررنا لنزع الحجاب مؤقتا لإكمال الدراسة، وشخصيا كنت سجينة سياسية عندما كنت طالبة ومنعونا من ارتداء الحجاب حتى في السجن، ولإكمال دراستي الجامعية نزعت الحجاب بعد خروجي من السجن، وتحصلت على شهادة دراسات معمقة في القانون الخاص وأصبحت محامية في 1998 وبعدها تمكنت من ارتداء الحجاب.
وهل أعتقت الثورة الحجاب؟
لم يلغ المنشور 108 الذي يمنع الحجاب بشكل رسمي، ولكن لم يعد معمولا به، وصار ملغى عمليا لأنه أصبح بإمكان المرأة التونسية استخراج بطاقة التعريف وجواز السفر بالحجاب، إلا أن الفضائيات التونسية لا تسمح إلى اليوم بظهور المحجبات على الشاشة إلا نادرا، ومرة جاؤوا بامرأة غير متحجبة لتحكي عن الحجاب.