عرفت الجزائر في الفترة الأخيرة موجة من الانتقادات علي خلفية ما يحدث في الأقطار العربية ، حيث تميز الموقف الرسمي الجزائري إزاء الثورات بالصمت المدوي ، الذي فتح الباب علي مصراعيه للمحللين والمتابعين لشأن الثورات العربية وما يحدث في المنطقة ، من تقديم قراءات وتأويلات أحيانا صائبة ، وفي أغلب الأحيان كانت قراءات أقل ما يقال عنها أنها عرجاء خاصة ما تعلق منها بأبعاد السياسة الخارجية للجزائر . * عرفت الجزائر في الفترة الأخيرة موجة من الانتقادات علي خلفية ما يحدث في الأقطار العربية ، حيث تميز الموقف الرسمي الجزائري إزاء الثورات بالصمت المدوي ، الذي فتح الباب علي مصراعيه للمحللين والمتابعين لشأن الثورات العربية وما يحدث في المنطقة،من تقديم قراءات وتأويلات أحيانا صائبة ، وفي أغلب الأحيان كانت قراءات أقل ما يقال عنها أنها عرجاء خاصة ما تعلق منها بأبعاد السياسة الخارجية للجزائر . من جهتها إكتفت السلطات الجزائرية ، من حين لآخر ببيانات مقتضبة ومبهمة في أغلب الأحيان نستشف منها مختلف القراءات ، كما أنها مفتوحة في مضمونها علي كل التأويلات والإحتمالات * الشعرة التي قسمت ظهر البعير كما يقال ، في كل هذا ، هو إستقبال الجزائر لأفراد من أسرة العقيد القذافي بعد سقوط طرابلس علي أيدي المتمردين الليبيين بخطط عسكرية أشرف عليها حلف الناتو داعما بالأسلحة والذخيرة من رفعوا السلاح في هذا البلد ، وهنا وجدت السلطات الجزائرية نفسها أمام تحديات داخلية من بعض القوي السياسية التي تعمل علي قنص الفرص لتوجيه ضربة قاضية للنظام من جهة ، ولتأجيج الشارع الجزائري من جهة أخري ودعوة الشباب للإلتحاق بركب ما يحدث في دول عربية أخري ، والأخطر في هذه المسألة ، هو كيف سيقرأ الخارج ما أقدمت عليه السلطات الجزائرية علما أن القذافي والبعض من أبنائه مطلوبين من قبل محكمة العدل الدولية ، في ظل شكوك تواجد القذافي نفسه علي الأراضي الجزائرية !!؟ * من جهته ، صعد المجلس الوطني الإنتقالي من لهجته إزاء الجزائر ، مفسرا ما أقدمت عليه السلطات الجزائرية ، هو دعم غير مباشر للعقيد المخلوع ، وضرب صارخ لمكتسبات ( الثوار ) وما حققوه من إنجازات ( لولا الناتو ) طبعا * وما زاد من حدة هذا التشدد إزاء النظام الجزائري هو عدم اإعتراف الجزائر بما يسمي بالمجلس الانتقالي الذي فسر أعضاءه ومن والاهم الأمر بأن الجزائر ، مازالت تراهن علي القذافي ونظامه ، إلا ان الواقع السياسي والتكتيك الديبلوماسي الذي إعتمدته الجزائر إزاء الملف الليبي ينم علي أن ديبلوماسية السر كان لها ما يبرر موقفها ، معتمدة علي ملفات تثبت تورط جهات ليبية في قضايا وإتفاقيات شائكة لها عواقب وخيمة علي بلدان المنظقة مستقبلا ، والمتضرر الأول من هذه الإ تفاقيات التي أبرمت داخل ليبيا مع جهات خارجية ستكون الجزائر ، باعتبارها دولة محورية لها مصالح علي الصعيدين المغاربي والإفريقي ، وكل تواجد لقوات أجنبية علي حدودها يهدد أمنها واستقرارها حيث مازالت تعاني من ضربات تنظيم القاعدة أو الموالين لهم ، واللذين وجد عناصره ملاذا في ما يحدث بليبيا * ومن بين هذه الإتفاقيات السرية ، التي كان للسلطات الجزائرية علم مسبق بحيثياتها ، هو ما نشرته صحيفة ليبيراسيون الفرنسية بتاريخ 03 سبتمبر / أيلول 2011 ، تحت عنوان : الإتفاق السري بين المجلس الوطني الإنتقالي للجبهة الشعبية لتحرير ليبيا وفرنسا . * علما أن نفس الاعضاء اللذين كانوا يديرون شؤون هذا المجلس نجدهم اليوم في ما أصبح يسمي اليوم بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ، ممثلا في رئيسه مصطفي عبدالجليل ، والذي هو علي علم كبير بمحتوي هذه المراسلة وغيرها التي وصلت دولة قطر لإشعار أميرها بما تم الإتفاق عليه مع الفرنسيين ، من جهة ، وكما تبين الرسالة ايضا أن اعضاء المجلس قد أخطروا الأمين العام السابق للجامعة العربية ، عمرو موسي من جهة أخري !! والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه المعادلة هو لماذا لم يتم إشعار السلطات الجزائرية بمحتوي هذه المراسلة التي وقعت بتاريخ 03 أفريل 2011 ، لو كان الأشقاء فعلا يريدون ثورة سلمية ذات مطالب شرعية يجب علي الجزائر مباركتها لأنها كانت سباقة للثورة والتضحيات ، وما دام المبدأ المطبق في السياسة والديبلوماسية أن لا صداقة ولا أخوة دائمة بل هناك مصالح دائمة ، والمبدأ نفسه يفرض علي الجزائر في هذه الحالة ان تراعي مصالها ، خاصة عندما يستجدي الأشقاء بالمستعمر القديم الجديد ، وإعطائه شيكا علي بياض في المنطقة !!؟ * وبناء علي هذا ، أليس من حق الجزائر ألا تعترف بعودة فرنسا والفرنسيين عن طريق إعترافها بالمجلس الانتقالي ؟ أليس هو إعتراف ضمني وتزكية من السلطات الجزائرية للرئيس ساركوزي الذي عمل علي إقناع حلفائه بتسليح المتمردين ؟ وأي سلمية في كل ما يردده أعضاء هذا المجلس وقد تم تصفية العشرات بتهم الخيانة والموالات ؟ * ماذا كان يتوقع أعضاء المجلس من الجزائر ، هل ستبارك إتفاقية سرية تبيح العرض العربي ، باستفادة فرنسا من 35 % من البترول الخام الليبي ؟ علما ان الاتفاقية لم تحدد فترة النزيف لخيرات الشعب الليبي ، وهل هي محددة زمنيا ، أي بانتهاء المهمة في هذا البلد ؟ ومتي ستنتهي هذه المهمة ومن سيحدد إنتهائها الذي سينهي تواجد القوات الاجنبية بليبيا ؟ والسؤال ببساطة هل إنتهت مهمة أمريكا وحلفائها في العراق بعد أكثر من سبع سنوات علي دخولهم بغداد ؟ * عبد الكريم حاج مهدي/ إعلامي جزائري * إستقيموا يرحمكم الله * باريس في : 03 سبتمبر / أيلول 2011