الشرطة الفرنسية حاولت عرقلة المسيرة فعلت "قسماّ" سماء باريس كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف من مساء الإثنين عندما تجمّع العشرات ثم المئات وتحوّل العدد إلى آلاف معظمهم من الجزائريين إختاروا المسار التاريخي الذي إنتهى إلى جريمة 17 اكتوبر 1961 التي مضى عليها نصف قرن ولم تمحى من ذاكرة الجيل الحالي، حيث شارك حتى الأطفال والبنات، وكان أهم هتاف ردده المتظاهرون بداية من سينما راكس بشارع بون نوفال إلى غاية سان ميشال ونهر السين الذي كان مقبرة باعتراف المشاركين في المسيرة من الفرنسيين للمئات وليس العشرات من القتلى هو المطالبة بالاعتراف بأن ما حدث هو جريمة دولة .. * المتظاهرون حملوا المئات من اللوحات كل منها تحمل أسماءشهداء 17 اكتوبر وقد قرأنا الكثير منها مثل بن عقال احمد وخليفي أحمد ومليزي حسين وبراش رابح ودحاس عيسى وبكاكرة عبدالغاني مع ذكر طريقة القتل بين الطعن بالخنجر أو الرمي بالرصاص أو الرمي في النهر، وللأسف فإن قرابة العشرين جثة بقيت لحد الساعة من دون معرفة صاحبها ..سامية سعودي واحدة من المنظمين وصفت المسيرة بالأكثر أهمية في باريس خلال هذا العام، أما المشاركة الجزائرية رانية حوفاف فقالت أنها تعيش في فرنسا منذ 36 سنة بعد أن عاشت طفولة صعبة ومؤلمة في منطقة سطيف، حيث قُتل والدها أمام أنظارها ، في 21 مارس 1962 ولم يكن قد تجاوز سن 18 ..وتميّزت المسيرة التي أشرف على تنظيمها وإنجاحها قرابة الخمسين جمعية جزائرية وفرنسية من مختلف الأطياف والأديان بمشاركة فرنسيين وفرنسيات ومنهن برجيت شاتلي التي قالت للشروق اليومي بأنها كانت صبية في العاشرة عندما وقعت أحداث 17 اكتوبروهي تشعر بالخجل لأنها فرنسية، وعن أملها في أن ترى اعترافا بهاته الجرائم ردّت برجيت "لا تنتظروا شيئا، حتى لو تمكن الحزب الإشتراكي من الفوز بالرئاسيات القادمة فلن تنال القضية الجزائرية حقها لأنهم جميعا سواسية وتواجد الإشتراكيين في المسيرة هو ذر رماد في العيون وحملة انتخابية مسبقة وكفى" برجيت قالت أن أحداث 17 اكتوبر غيّرت حياتها رأسا على عقب، ولم تكن وهي صغيرة تظن أن الإنسان بهاته الوحشية،، أما المجاهد لشهب رابح الذي يعيش في باريس منذ 1957 فيقول أنه حضر إحياء الذكرى منذ الإستقلال ولكنه لم يحضر مسيرة بهذا الحجم وهذه النوعية. * المسيرة التي تواصلت لأكثر من ساعتين وشلّت أهم أحياء باريس رغم ما نالته من عراقيل من طرف مصالح الأمن الفرنسية التي لم تترك القافلة تأخذ مسارها التاريخي شهدت تقديم أشهر الاناشيد الوطنية عبر المكبرات الصوتية وفي أجواء إحتفالية مثل "يا شهيد الوطن ومن جبالنا وقسما ويا أرض الجزائر أمي" وتوقفت عبر أربع محطات كل منها شهدت إلقاء كلمة اختلفت بين الماضي والحاضر واجتمعت على ضرورة الإعتراف من أجل صالح الجزائروفرنسا معا والإنسانية جمعاء، وهذا قبل بلوغ مكان الجريمة حيث ألقيت الأزهار وقرأ الجميع فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء في النافذة التي ألقى بها مصالح الأمن بالمئات من الجزائريين في نهر السين ..يذكر ان تونسيين وفلسطينيين ومصريين وصحراويين واتراك شاركوا في المسيرة دعما للجزائريين كما كانت لبعض التيارات الفرنسية مثل الحزب الشيوعي وأيضا الإشتراكي والمؤرخ بنجامين سطورة بصمات واضحة في المسيرة' التي حققت كل اهدافها وصاحت بأعلى صوت لأجل الإعتراف بجريمة دولة التي اقترفها الإستعمار منذ نصف قرن .. وكانت الهتافات تطالب بفتح ارشيف الجريمة * على هامش المسيرة * توقف فوج من السياح اليابانيين أمام الحشود والتقطوا صورا للمسيرة * حاول بعض الافارقة من الذين يطالبون بتسوية وضعياتهم القانونية في فرنسا الاندساس ضمن المتظاهرين ولكن تم تحييدهم * تزينت بعض الشرفات الباريسية بالعلم الجزائري مساء أمس * ذرف شاب من منطقة القبائل الدموع وهو يقرا اسماء الشهداء رغم أن المعنيين لا تجمعه بهم أية صلة قرابة * تصوير: الشروق طالع أيضا أربعة آلاف توقيع من أجل اعتراف فرنسا بمجزرة 17 أكتوبر 1961