"لسنا ورقة انتخابية وما يدور في قبة البرلمان صراع كراسي" دخلت الفعاليات النسوية المشاركة في ندوة "الشروق" حول مشاركة المرأة في الحياة السياسية، على خط انتقاد الأحزاب المكونة للغرفة البرلمانية السفلى، سيما أحزاب التحالف الرئاسي. وبرغم تباين أيدلوجياتها، إلا أنهن أجمعن بالإضافة إلى أستاذة على ضرورة توسيع مجال مشاركة المرأة وفق ما جاء في قانون ترقية مشاركتها في المجالس المنتخبة، واعتبار المحاصصة خطوة لتعزيز تواجد المرأة في المجالس المنتخبة بما يتناسب وحجمها في المجتمع وتقوية دورها كشريك فعال في ترقية الديمقراطية. وأكدت الندوة، أنه لا يمكن التنازل عن نسبة 30 بالمائة، كما دعت نواب المجلس الشعبي الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية لتجسيد إصلاحات الرئيس بوتفليفة، بالنظر إلى حساسية الظرف واعتبار الاستحقاقات المقبلة منعرجا حساما في تحديد مستقبل البلد. * عائشة بلحجار: كيف تسند أخطر مهمة للمرأة وهي تربية الأجيال وترفض في المجالس * * قالت عائشة بلحجار، البرلمانية السابقة أن تأييدها ل"كوطة" المرأة ليس من باب إذكاء الصراع بين الرجل والمرأة ولكن من باب التكامل وإعطاء المرأة فرصة تدعيم جهود الرجل لبناء الدولة. واستشهدت البرلمانية السابقة بآية قرآنية قائلة، إن الله قرر مبدأ الشراكة بين المرأة والرجل، حين قال: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر". وهذا تصريح رباني على شراكة الرجل والمرأة في الحكم والولاية داخل البيت وخارجه. * واستغربت بلحجار أن تسند أخطر مهمة للمرأة وهي تربية الأجيال، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد حين أعطيت نسبة في المجالس المنتخبة، وطالبت بدعم هذا التوجه حتى تأخذ المرأة ما تستحقه في الجزائر. * * * السيدة فتيحة بوشامة (برلمانية سابقة): * المرأة نصف المجتمع وما يدور في البرلمان صراع كراسي * * انتقدت السيدة فتيحة بوشامة، برلمانية سابقة، تعاطي بعض مكونات الغرفة النيابية السفلى، خصوصا أحزاب التحالف الرئاسي، مع مشروع القانون العضوي المتعلق بترقية مشاركة المرأة في الهيئات الانتخابية، معتبرة أن محاولة تخفيض نسبة المشاركة النسائية المحددة ب30 المائة الهدف منها تعطيل برنامج إصلاحات الرئيس، مشيرة في ذات السياق، إلى أن مبررات أحزاب التحالف غير حقيقية، لأن المجتمع تقول المتحدثة لا يمكن أن يتقدم بقدم واحدة. * وفي خضم النقاش الجاري في البرلمان، يتضح بحسب السيدة بوشامة، "أن هذه الأحزاب وأخرى تتجه نحو عرقلة ما تضمّنه القانون، موضحة أن المرأة الجزائرية ليست في حاجة إلى اقتحام العالم السياسي أو شغل منصب سياسي لإثبات وجودها ومكانتها ونضالها". * وانتقدت البرلمانية السابقة الفهم الخاطئ لمشاركة المرأة في الحياة السياسة، بقولها: "لسنا ورقة انتخابية، أننا نمثل نصف المجتمع"، تضيف المتحدثة، واصفة ما يدور بين أروقة القبة البرلمانية بأنه صراع كراسي وليس ايديلوجيا. * * أحمد بوزواوي: على البرلمان تبنّي الإصلاحات والجزائر أكبر من التحالف الرئاسي * * قال أحمد بوزواوي، القيادي في الجبهة الوطنية للتغيير، غيرالمعتمدة، أن تواجد المرأة في المناصب القيادية للأحزاب السياسية ناقص، مؤكدا في السياق أن قانون ترقية مشاركة المرأة، من شأنه أن يصحح الوضعية لكثير من الطبقة الساسية، وهذا خيار لا يريده البرلمانيون. * وأرجع عضو كتلة التغيير بالمجلس الشعبي الوطني في ندوة "الشروق"، نقص تواجد المرأة في المجالس المنتخبة إلى تدخل الرجل، مؤكدا أن قانون ترقية مشاركة المرأة بداية وهو الوسيلة الوحيدة يقول المتحدث بإمكانها تغيير الوضع، منتقدا زملاءه بقوله إن "كثيرا من النواب لهم مواقف مغايرة"، مبرزا في الإطار ذاته أن القانون جاء ليكرس واقعا موجدا. * واعتبر المتدخل أن 30 بالمائة ليست بالكبيرة، لأنه بعد خمس سنوات لن نكون مضطرين للحديث عن الكوطة، مشيرا إلى أن القانون لا يثير صراعا بين الرجل والمرأة عكس ما تدعيه بعد الأطراف، وقال: "على البرلمان أن يدافع عن إصلاحات الرئيس والابتعاد عن الالتفاف لأن هناك ممارسات توحي بهذا". * * بن حبيليس: وجود المرأة اليوم في المجالس المنتخبة دعم للمسار الانتخابي * * اعتبرت سعيدة بن حبيليس، الوزيرة السابقة، الكوطة الجديدة للمرأة في المجالس المنتخبة، وجودا من أجل الجزائر وليس من أجل النساء، مضيفة أن الجزائر مهددة وبين طريقين إما خوض طريق صعب لبناء الجزائر والنهوض بها، أو نرضى بالوضع الخطير الذي يهدم البلاد. * وعبّرت السيدة بين حبيليس عن تفاجئها من عدم استشارتها في لجنة بن صالح الخاصة بالإصلاحات، وقالت إن هذا التصرّف وقع بالتزامن مع الإرادة السياسية المعلنة. وعبّرت عن امتعاضها من النظر لأبناء المجتمع في المشاركة في المجالس المنتخبة على أساس الجنس، وقالت إن السياسة تنبع من حب الوطن والقيم الأصيلة. واستشهدت المتحدثة بوجود المرأة بقوة في العشرية السوداء، حين هددت الجماعات الإرهابية بتحويل صناديق الاقتراع إلى صناديق للجثث. * * * نورالدين بن براهم: هل على النساء حرق العجلات حتى يستجاب لمطالبهن؟ * * يرى القائد العام للكشافة الجزائرية "نورالدين بن براهم"، أن مستوى مشاركة المرأة في الحياة السياسية لابد أن يرتقي ليسفر عن نتائج ملموسة، مؤكدا أنه مع إعطائها نسبة 50٪ دون مبالغة لأن نسبة 30٪ غير عادلة كون 99٪ من الناشطات في المجتمع الجزائري نساء وعدم السماح لهن بالمشاركة يعني أننا على موعد مع التخلف. كما أوضح في ذات السياق، أنه إن كانت الذهنية غير مهيأة لتقبل ذلك فلابد من السعي من أجل إرسائها، مادام ذلك لا يتناقض وتعاليم ديننا الحنيف، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بمنافسة رقمية بين الرجال والنساء بل هو حق ولا ينبغي التضييق على المرأة بقدر ما يجب العمل على ترقية الحوار والتحضر في ممارسة العمل السياسي. * عن كيفية الاستجابة للمطالب يرى السيد بن براهم أن ثقافة حرق العجلات أصبحت هي السائدة وتساءل بعجب: هل على النساء حرق العجلات حتى يستمعوا إليهن؟ * * * عائشة قوادري رئيسة جمعية "الإطارات النسوية": * إشراك المرأة خطوة هامة لبناء مجتمع متحضر * * أيّدت السيدة عائشة قوادري، رئيسة جمعية "الإطارات النسوية"، الدكتور أمين الزاوي في كل ما قاله وذهب إليه، لافتة الانتباه إلى أن بناء الجزائر من الناحية السياسية وجميع النواحي يستلزم تكاتف جهود الرجال والنساء على حد سواء. وفي هذا السياق، دافعت بشدة عن دور المجتمع المدني الذي تم الاستماع إليه من قبل فخامة رئيس الجمهورية من أجل إحداث إصلاحات جذرية، وهي بحسبها خطوة هامة نحو البناء والتشييد ومخطئ من يقول العكس. * من جهة أخرى، وفي إشارة منها إلى الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي بخس المرأة حقها ولم يعطها غير نسبة ضئيلة هي 1٪، أكدت أن النسبة الممنوحة للمرأة الجزائرية ليست مقياسا للدولة، لكن لا بد من العمل بجدية ومن أعماق القلب للوصول إلى مجتمع متحضر. * * * طاية ياسمينة رئيسة جمعية "الجزائريات رئيسات المؤسسات": * 30٪ نسبة منطقية ومشاركتنا لابد أن تحترم * * أكدت السيدة طاية ياسمينة، رئيسة جمعية "ساف" أو "الجزائريات رئيسات المؤسسات"، في مستهل حديثها، أن جمعيتها مع تنظيم حركة التعبئة من أجل مشاركة المرأة في الحياة السياسية التي باتت ضرورة حتمية ولابد من احترامها، واحترام اقتراح رئيس الجمهورية في منحها نسبة 30٪ التي لا يمكن اعتبارها غير تكملة منطقية يجب دعمها لأنها تعبير عن حق، حتى وإن كان ذلك متعلقا بالجانب السياسي، وهنا أشارت السيدة ياسمينة إلى أن عدد النساء اللواتي التحقن بالجامعات، عالم الأعمال، الدفاع، حقوق الإنسان كبير جدا وقد ساهمن في تطوير الجزائر بعد فترة مؤلمة من تاريخها. * * الدكتور أمين الزاوي: 30 بالمائة للمرأة خطوة لحماية الديمقراطية الناشئة * * اعتبر الدكتور أمين الزاوي الكوطة الجديدة الخاصة بالمرأة، خطوة أولى لحماية الديمقراطية الناشئة، مضيفا أن المجتمع الجزائري لم يتقدم بالنسبة لتموقع المرأة. * وأكد الزاوي أن رؤيته للعدد الكبير من الرجال داخل المجلس الشعبي الوطني يخيفه، معتبرا هذه الظاهرة بغير الصحية، كما أكد الزاوي أن هذه النسبة تعد مسألة مرحلية فقط، بل ستتعداها لمحاربة السياسة والفكر الذكوري. * وأكد المتحدث دعمه بكل قوة لتعميق وجود المرأة في أي انتخابات، ولتموقعها وإعطائها مكانة فعلية، داعيا لقلب الصفحة القديمة المليئة بالكلام فقط، وليس الأفعال، ونبذ الزاوي طرح مشكل مشاركة المواطنين على أساس الجنس، وقال إن المشاركة تنبع من حب الوطن والكفاءة العالية لكلا الجنسين. * * سليمان شنين: الاستحقاقات المقبلة فرصة لا تعوض والرئيس يملك جزءاً كبيرا منها * * أكد الأستاذ سليمان شنين، رئيس مركز "الرائد"" للدراسات في الجزائر، أن قانون ترقية مشاركة المرأة في الحياة السياسية مطلب دولي وليس قانونا شرّعته الحكومة، داعيا النظام السياسي إلى تجسيد إصلاحات حقيقة لكي لا تصل البلاد إلى ما وصلت إليه بعض دول الجوار. * وشدد مدير مركز الرائد على ضرورة تجسيد مسار حقيقي لرفع مستوى مشاركة المرأة في شتى مجالات الحياة السياسية، معتبرا أن المشكلة عامة وليست في البرلمان. * مبرزا أهمية العناية بالمرأة سيما الماكثة بالبيت، بالنظر إلى غياب حقوقها المادية على وجه الخصوص ومنها يقول المتدخل "المنحة التي أصبحت محنة للمرأة"، موضحا أنه من المهم تجسيد ترقية حقيقة المرأة. * متغيرات الوضع الدولي تفرض على المسؤول السياسي بحسب مدير مركز الرائد، أن يعي ما يجري، مؤكدا أن الاستحقاقات المقبلة فرصة لا تعوض، وأن الرئيس يضيف المتدخل "يملك جزءا كبيرا منها وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية حتى لا نضيع لمواجهة أجندات كثيرة والمطلوب فيها أكبر. * * الأستاذ عمر بوساحة: "من الضروري الخروج من نقاشات التخلف بشأن ترقية مشاركة المرأة" * * دعا الأستاذ الجامعي عمر بوساحة، إلى الخروج من نقاشات التخلف بشأن ترقية مشاركة المرأة، مشيرا إلى أن الحضور الاجتماعي للمرأة أقل بكثير بالقياس إلى قوانينها، مضيفا في السياق ذاته أن المرأة الجزائرية إذا تواصلت بوضعها الراهن ستصبح أكثر ذكورة من الرجل. * وبرؤية فلسفية تحدث المحاضر عن حقوق المرأة في جانبها الاجتماعي، حيث أشار إلى أنه اتضح أن الاعتراف بحق المرأة في الانتخاب أو غيره من الحقوق السياسية لا يحدث تغييرا يذكر في وضع المرأة الدوني، فتبعيتها للرجل لا تمس وتبعيتها لطبقتها الاجتماعية تظل كما هي. وتعد النظرة إلى المرأة والتعامل معها بحسب الأستاذ بوساحة، المعيار الأهم لقياس مدى تطور المجتمع الإنساني في مدارج الرقي.