يصل مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي ، الثلاثاء، إلى القاهرة فى زيارة هي الأولى خارجيا بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، حيث يلتقى خلالها المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعصام شرف رئيس مجلس الوزراء. * وهي الزيارة التي كانت ربما متوقعة من عبد الجليل الى مصر، نظرا لحاجة ليبيا الماسة في هذه الفترة الحرجة الى عمالة مصرية، والتي كانت تعتمد عليها "الجماهيرية"، في عهد القذافي في كثير من المناحي الاقتصادية، حيث أن ما يقرب من 1.5 مليون من العمالة المصرية فى ليبيا عادوا، نظرا للظروف التى كانت تشهدها. * وسيكون عبد الجليل على رأس وفد رفيع من أعضاء المجلس يضم 10 شخصيات، في زيارة هي الأولي بعد مقتل العقيد معمر القذافي. * وتستهدف زيارة عبد الجليل بحث العلاقات الثنائية بين مصر وليبيا فى مرحلة ما بعد القذافى وسبل دعم مصر لمسيرة التحول الديمقراطى. * كما يأتى ملف مساعدة مصر فى إعادة إعمار ليبيا على رأس الملفات التى يتم مناقشتها فى اجتماع شرف وعبد الجليل لما تمتلكه مصر من خبرات هذا المجال * وكان عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري قد دعا الى دعم وتطوير العلاقات المصرية – الليبية في المرحلة القادمة، وتشجيع الاستثمارات المصرية وما يمكن للقطاع الخاص تقديمه للتعاون مع الجانب الليبي والشركات الليبية والقطاع الخاص، وسبل توفير المناخ الملائم لعودة العمالة المصرية لليبيا وتقنين أوضاعها بما يلبي احتياجات السوق الليبية من العمالة المدربة في كافة المجالات. * العمالة العائدة من ليبيا اثقلت كاهل مصر * الى ذلك كان عدد من الخبراء الاقتصاديين قد أكدوا ، أن العمالة المصرية المقبلة من ليبيا ستزيد أعباء الاقتصاد المصرى، وتضغط على سوق العمل، وستصيبه بحالة شلل. * و أن عبء هذه العمالة على الاقتصاد المصرى سيكون مزدوجاً، لأنها سترفع من عدد العاطلين بمصر، ويفقد معها الاقتصاد جزءاً مهماً من التحويلات المالية. * وأشاروا إلى أن هذه الأزمة لن تشعر بها مصر فى الوقت الراهن، فهى مشكلة مؤجلة ستظهر حتماً عندما تستقر الأوضاع الحالية فى البلاد، معتبراً أن تحويلات المصريين فى ليبيا مؤثرة جداً فى الاقتصاد، لأن ليبيا تضم عدداً كبيراً من العمالة المصرية، مستبعدين توجه هذه العمالة إلى بعض دول الخليج للبحث عن فرص عمل أخرى ، موضحين أن هناك صعوبة فى توفير فرص عمل بمنطقة الخليج مثلما كان سابقا لأن توترات المنطقة التى تشمل أغلب دولها لا تشجع على ذلك. * كما يأتى ملف مساعدة مصر فى إعادة إعمار ليبيا على رأس الملفات التى يتم مناقشتها فى اجتماع شرف وعبد الجليل لما تمتلكه مصر من خبرات هذا المجال-حسب الاهرام-. * وقال دبلوماسي مسؤول أن القاهرة ستستمع الي طلبات الوفد الليبي الرفيع، وأنها سوف تستجيب لها، من منطلق الدعم الذي تحرص أن تقدمه مصر لنظام الحكم الجديد، والحرص علي اقامة علاقات وفقا لأسس جديدة تلبي مصالح الشعبين. * وأكد السفير أيمن مشرفة نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المغرب العربي أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، كونها أول زيارة خارجية بعد نجاح الثورة الليبية، مشيرا إلي أنها سوف تتناول كافة الموضوعات التي تهم البلدين، وفي مقدمتها الدعم المصري لنظام الحكم الجديد، واحتياجات ليبيا لمرحلة ما بعد الاستقرار والبدء في اعادة الاعمار. * وردا علي سؤال عما اذا كانت المباحثات ستتناول ممتلكات أركان نظام حكم القذافي في مصر قال السفير مشرفة انه لا علم له بهذ الموضوع ومدي اقدام الجانب الليبي علي اثارته من عدمه خلال هذه الزيارة. * من جانب آخر علمت "بوابة الأهرام" أن القاهرة ليست معنية بالجدل الدائر حول قضية مقتل القذافي، وما يثار بشأنها، باعتبارها شأن داخلي، كما أنها لن تكون علي جدول أعمال مباحثات الوفد الليبي مع المسئولين المصريين، كما علمت أيضا أن مصير عمليات حلف الناتو في ليبيا ومستقبلها خارج جدول أعمال هذه المباحثات، باعتبارها تتصل بسيادة الليبيين علي أراضيهم ورؤيتهم لما يحقق مصلحتهم.