تحول ميناء بجاية، الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد ميناء العاصمة من حيث حجم النشاط خلال السنوات الأخيرة، إلى مفرغة عملاقة لآلاف الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة المستوردة، والتي لم يتمكن مستوردوها من إخراجها من الميناء وتسويقها، قبل انتهاء مدة صلاحيتها للاستهلاك * بحسب مصادر موثوقة من الميناء، فإن عدد الحاويات المكدسة، يتجاوز 521. وهي معبأة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة. وتفيد نفس المصادر بأن تاريخ تخزين كمية كبيرة من هذه السلع الفاسدة، يعود إلى حوالي عشرية كاملة، من دون أن تتوصل الأطراف المعنية بالنزاع، الى إيجاد الحل لها وتجنيب الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة. * وفي انتظار إيجاد مخرج لهذه القضية، يبقى ميناء بجاية يختنق بآلاف الأطنان من السلع المتعفنة، التي قد تكون سببا في كارثة بيئية وإيكولوجية، بالإضافة إلى الأضرار التي تلحق الاقتصاد الوطني من حيث عدم تمكن البنوك من استرجاع أموالها والخسارة التي يتكبدها ثاني ميناء على المستوى الوطني، نتيجة احتلال هذه السلع الفاسد مساحة تتعدى 10 بالمائة من الفضاء المخصص للتخزين. * من جهة أخرى سجل ميناء بجاية منذ بداية السنة الجارية، تراجعا محسوسا في نشاطه قدرت نسبته ب25 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب حصيلة لمؤسسة الميناء. وهذا بسبب قيام المواطنين بقطع الطرق الرئيسية التي تمر عبرها شاحنات نقل البضائع، ما تسبب في شلل وصول هذه الشحنات إلى ميناء بجاية من أجل تفريغها وشحنها عبر البواخر إلى الخارج، وبالتالي فإن ميناء بجاية يسجل خسارة غير مسبوقة في تاريخه، بعد أن حقق نموا تاريخيا في السنوات الأخيرة، أهّله لأن يكون ثاني قطب، من حيث التعاملات بعد ميناء العاصمة. * *