وسط فوضى عارمة ميزت الحفل الذي نظمه الاتحاد الإفريقي للاعبي كرة القدم المحترفين سهرة أول أمس الاثنين، بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف، تسلم المهاجم الكاميروني لنادي برشلونة جائزة "اللاعب الإفريقي الاستثنائي لعام 2006". وقد كانت كل الظروف مهيأة لأن يكون الحفل كبيرا ومميزا، إلا ان المنظمين وقعوا في هفوات قاتلة جعلت ضيف الجزائر النجم الكاميروني صامويل إيتو يحاول الهرب في مناسبتين وقد يندم على اليوم الذي جاء فيه للجزائر، الأولى كانت قبل بداية الحفل في الممر المؤدي الى القاعة البيضاوية لما أنهى التسجيل مع بعض القنوات التلفزيونية التي غطت الحدث، جعلت مزار يوبخ نائبه عن المعاملة غير اللائقة لإيتو، الأمر الذي جعله ينتفض ويحاول الخروج من القاعة، أما الحادثة الثانية، فكانت عقب تسلمه للجائزة الشرفية، حيث اقتحم عدد كبير من الفضوليين المنصة الشرفية محاولين أخذ صور تذكارية وتوقيعات من إيتو الذي أبدى تجاوبا في الأول، غير أنه رفض الاستمرار في نفس الوضعية عندما أحس بانفلات الوضع من المنظمين فهم هاربا الى خلف المنصة قبل ان يتم إخراجه عن طريق بوابة غرفة الطبخ للقاعة البيضاوية، والأدهى من ذلك أنه لم تُعط له الفرصة للتعبير عن شعوره بمناسبة هذا التكريم. ونال صامويل إيتو هذا اللقب بعد عملية سبر للآراء شارك فيها أكثر من 800 لاعب إفريقي محترف بأوروبا، بعدما تنافس المهاجم الكاميروني على هذا اللقب مع المهاجم الإيفواري لنادي تشيلسي الانجليزي ديديي دروغبا قبل أن ترجح كفة لاعب برشلونة. وحضر الحفل العديد من الوجوه الكروية الوطنية والإفريقية والعالمية يتقدمهم رئيس الاتحادية الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين فيليب بيات وممثل رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جيروم شامباني وممثل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم السيد محمد روراوة ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد حميد حداج ونائب رئيس نادي برشلونة السيد خوان بواكس، بالإضافة إلى رئيس الهيئة المنظمة للحفل التكريمي السيد مراد مزار. وفي مداخلته المقتضبة عبر رئيس الاتحادية الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين السيد فيليب بيات عن سعادته بالعودة إلى الجزائر التي يعرفها جيدا بحكم أنه سبق له اللعب في أولمبيك تيزي وزو وريد ستار دالجي. من جهته، عبر ممثل جوزيف بلاتير السيد جيروم شامباني عن الشعور ذاته، واصفا الجزائر بالبلد الكبير في كرة القدم. "أنا أعلم أن كرة القدم أكبر من لعبة في الجزائر وأستغل الفرصة هنا لأحيي باسم الفيفا فريق جبهة التحرير الذي مثل رمزا للكثيرين"، كما وجه الشكر إلى كرة القدم الإفريقية على ما تقدمه لكرة القدم العالمية من خلال إنجابها لأسماء كبيرة صنعت وتصنع الفرجة مثل راديبي ووياه وإيتو. بوتفليقة استقبل إيتو وتسلم وسام السلام من "الفيفبرو" إستقبل عبد العزيز بوتفليقة، لما يقارب الساعتين، اللاعب الكاميروني صامويل إيتو ووفدا موسعا شمل فيليب بيات رئيس الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين "الفيفبرو" الذي ينضوي تحته 44 بلدا ونائب رئيس نادي برشلونة، وذلك بقصر الشعب، حيث تسلم رئيس الجمهورية وسام السلام الذي منحته إياه الاتحادية الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين. كما عينت "الفيفبرو" رئيس الجمهورية سفيرا للاعبي كرة القدم عبر العالم، المناهضين للتمييز العنصري، في حفل حضره كذلك وزير الشباب والرياضية يحيى ڤيدوم ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد حميد حداج ورئيس الاتحاد الإفريقي للاعبي كرة القدم السيد مراد مزار ونائب رئيس نادي برشلونة لكرة القدم السيد خوان بواكس.. وتسلم رئيس الجمهورية أيضا قميصا كهدية من نادي برشلونة يحمل اسم الرئيس بوتفليقة، سلمه إياه نائب رئيس نادي برشلونة خوان بواكس. كما أهدى الرئيس بوتفليقة قميصا آخر لنفس النادي موقع من قبل اللاعب إيتو. كشف محمد روراوة، الذي حضر الحفل نيابة عن رئيس الكاف عيسى حياتو على هامش الحفل التكريمي لإيتو، أن الفيفا تعتزم إطلاق مبادرة لتطوير كرة القدم إفريقيا سمّتها "الفوز في إفريقيا ومع إفريقيا"، حيث خصص لهذه المبادرة "عشرات الملايين من الدولارات" ستوجه لمجالات مختلفة على غرار بناء مراكز تكوين والقيام بدورات تكوينية لكل العاملين في المجال الكروي، إضافة الى دعم البحوث العملية في مجال الطب الرياضي وتشجيع دول القارة على إنشاء بطولات احترافية من أجل الرفع من مستوى كرة القدم في القارة السمراء. أكد خوان بواكس نائب رئيس نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم خوان بواكس أن فريقه ينوي بناء علاقات تعاون وشراكة مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. وكشف نائب لابوارتا في تصريح "للشروق اليومي" انها المرة الأولى التي يزور فيها الجزائر التي يجهل عن كرتها الكثير، حيث قال انه يسمع فقط عن لاعب جزائري اسمه لحسن يلعب في نادي الافيس الذي ينشط في بطولة القسم الثاني، في حين أبدى جهله التام عن كون ماجر وصايب وبلماضي لعبوا في "لاليقا الاسبانية"، لكنه أوضح أن حضوره إلى الجزائر بهذه المناسبة هو كذلك بنية معرفة واقع كرة القدم الإفريقية ومن ثم كرة القدم الجزائرية من أجل نقل صورة عن وضعيتها إلى رئيس نادي برشلونة خوان لابروتا بهدف التفكير في بناء علاقات وطيدة مع الاتحادية الجزائرية". ومن المجالات التي ينوي الطرفان التعاون فيها التكوين من خلال بناء مركز تكوين في الجزائر، على غرار المراكز التي تم بناؤها من قبل النادي في عدة بلدان إفريقية مثل السينغال والكاميرون. وكشف ممثل النادي الكتلاني أنه تحدث وبشكل سريع مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حميد حداج عن آفاق تعاون محتمل بين الطرفين بعد أن تأكد له أن الجزائر بلد كرة القدم بقوله "نادي برشلونة بدأ يهتم بشكل كبير بكرة القدم الإفريقية وقد ترجم ذلك من خلال إنشاء مراكز تكوين في المغرب، السينغال والكامرون ولم لا يتم تكرار نفس التجربة بالجزائر". جدد ممثل جوزيف بلاتير تأكيده على أن الاتحادية الدولية لكرة القدم عازمة على المضي قدما في سعيها المتواصل ل "إنصاف القارة السمراء" من خلال تشجيع جنوب إفريقيا على توفير كل السبل الكفيلة بإنجاح تنظيم دورة كأس العالم القادمة 2010 بجنوب إفريقيا. وأضاف جوزيف شامباني أن للفيفا ثلاث خطط لمونديال 2010 وهي كلها تصب في أن البلد الوحيد المنظم لهذا الحدث هو دولة جنوب إفريقيا وهي رسالة مشفرة الى الذين يحاولون التشويش لدى الاتحادية الدولية عن الصعوبات التي تلاقيها جنوب إفريقيا في تحضيراتها لاستقبال هذا الحدث الكروي الكبير على الإطلاق في المعمورة، حيث تضغط العديد من الدول لسحب تنظيم مونديال 2010 من جنوب إفريقيا ومنحه لدولة أستراليا التي أبدت نية صريحة في احتضانه. تغطية: حسين. ق