علمت "الشروق اليومي" من مصادر مؤكدة، بأن وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، قرّر توقيف 11 مدرّسا شيعيا من المدارس التعليمية التي كانوا يشتغلون فيها، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن هؤلاء المبعدين سيتم تحويلهم لاحقا إلى "أجهزة أو مناصب إدارية"، بهدف تأمين وحماية الوسط المدرسي وتجنب التأثير الشيعي المباشر على التلاميذ بالمؤسسات التربوية، وكذا إبعاد المدرسة الجزائرية عن الولاءات والصراعات، سواء بين الأحزاب السياسية أو بين المذاهب الدينية. وجاء قرار وزارة التربية الوطنية، في وقت سجلت فيه بعض "التقارير" غير الرسمية، إنتشار ظاهرة "التشيع السرّي" في الجزائر، حيث نقلت في وقت سابق، عددا من المواقع الشيعية عبر شبكة الأنترنيت، من بينها موقع مركز الأبحاث العقائدية، وهو أكبر المواقع الشيعية، وكذا "شبكة شيعة الجزائر" التي ترفع شعار: "من المدرسة المصالية إلى المدرسة الخمينية"، وتقول تقارير نقلتها هذه المواقع الإليكترونية، بأن المذهب الشيعي "يزداد إنتشارا بشكل سرّي في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري، بعد أن نقله إليهم مدرسون وموظفون قدموا للعمل من العراق وسوريا ولبنان". ولم يعمد "الشيعة" في الجزائر-حسب المواقع المذكورة- إلى مهاجمة الحكومة الجزائرية، التي لا تحارب برأيهم "دعوتهم بأيّ صورة من الصوّر"، ويرى باحثون أن إنتشار التشيّع بشكل متفاوت في بعض بلدان شمال إفريقيا كتونس والمغرب والجزائر، يعود إلى "الخواء الروحي وإفتقار الخطاب الديني السائد إلى العقلانية"، وإذا كان الحضور الشيعي في المغرب يبدو واضحا من خلال وجود ثلاث جمعيات شيعية ثقافية معترف بها، وهي: "الغدير" و"البصائر" و"التواصل"، إلا أنه لا يزال -حسب مراقبين- "محتشما بالجزائر ويمكن ملاحظته في بعض الولايات والمدن مثل العاصمة وباتنة وسطيف وتيارت وسيدي بلعباس"(..). ويرى المشرف العام على "شبكة شيعة الجزائر"، في حديث سابق نقلته "العربية نت"، أن الإستبصار (التشيّع) في الجزائر، "مستمر بحمد الله والإستبصار أكثر من منتشر بل منفجر في كامل أرجاء التراب الجزائري متنقلا عبر كل الطبقات الإجتماعية، فسابقا كان يدور بين الشبان والآن دخلت بيوت بكاملها في التشيّع"(..)، ولا يملك مسؤول "شيعة الجزائر"، والذي يسمّي نفسه، "محمد العامري"، أيّ إحصائيات أو أرقام حول "إنتشار التشيّع بين الجزائريين، قائلا: "ليس هناك إحصائيات حديثة وحتى إن كانت هناك إحصائيات تبقى سرّا ولا تسلم لأيا كان لأسباب يطول شرحها" ! وأشار العامري (30 عاما)، إلى أن وجود جاليات شيعية من العراق وسوريا ولبنان في الجزائر، "ساعد على إنتشار المذهب بين أهل البلاد"، مضيفا بقوله: "إخوتنا العراقيون والسوريون واللبنانيون عندما كانوا في الجزائر كأساتذة ومدرسين لعبوا دورا في الدعوة وكانوا من الممهدين لقبول فكرة الولاء لمحمد وآله صلوات الله عليهم، وعندما إندلعت الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وجد خط الإمام الخميني قدس الله سره أرضية خصبة لنشاطه في أرض الثورة والرفض" !. المتحدث بإسم ما يسمّى "شيعة الجزائر"، أبرز في حديثه الصحفي،عدم وجود أيّ "ممانعة من حيث المبدأ من قبل السلطات الجزائرية لإنتشار التشيع"، مشيرا إلى أن المادة 61 من الدستور الجزائري تنصّ على "الحرية الفردية لكافة الشعب في إختيار معتقداتهم التي يختارونها"(..). وقال المدعو العامري: "والحمد لله لا نعاني من أيّ مشاكل مع النظام حاليا وكما أن الشيعة لم يعتدوا على أيّ مادة من الدستور أو رمز من رموز الدولة، وإن كانت هناك بعض التحفظات عبر تصرفات بعض من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، فهم بالنسبة لنا لا يمثلون شيئا بل هم يزيدون من إنتشار التشيّع دون أن يشعروا بذلك لأن المظلوم منتصر عاجلا أو آجلا"(..)، كما تطرق المشرف العام على "شبكة شيعة الجزائر"، إلى "معاناة الشيعة مع المنظومة التربوية الجزائرية"(..)، وذلك نتيجة "تمرّدهم على البرامج المسطرة لهم أو المفروضة عليهم من طرف وزارة التربية والتعليم العالي" !. جمال لعلامي: [email protected]