استقلت " الشروق اليومي " الحافلات التي خصصتها حركة حماس لنقل من لبى نداء المساجد للخروج إلى معبر رفح البري بين مصر وفلسطين ، وفك الحصار عن رئيس الوزراء اسماعيل هنية المعروف في الأوساط الفلسطينية الشعبية بلقب (أبو العبد ) ، وذلك بسبب منعه من قبل إسرائيل ، بحجة انه زار إيران الدولة المعادية وانه سيُدخل أموال وأشياء أخرى ، وفي نفس الوقت انسحاب المراقبين الأوربيين من المعبر لتعطيل دخول هنية إلى غزة . وكانت الحافلة التي استقلتها "الشروق" مزدحمة بعناصر الحركة ومناصريها ، وعدد من مسلحي جهازها العسكري ، وكان الوقت يتزامن مع آذان المغرب ، وبعد الوصول إلى المعبر وجدنا آلاف المتظاهرين القادمين من عدة مناطق بنفس الطريقة التي جئنا بها ، وبمختلف الفئات العمرية ، وسار الجميع باتجاه بوابات المعبر في ظل تواجد مكثف لعناصر حماس المسلحة بالبنادق الرشاشة وقذائف الآر بي جي ، وعناصر القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية سعيد صيام ، لتنفيذ سياسته الأمنية ، بعد رفض الأجهزة الأمنية المحسوبة على الرئيس محمود عباس وحركة فتح التزام بتعليماته ، ومن المعروف عن القوة التنفيذية أن اغلب عناصرها من حركة حماس ، ولاحظنا أن حركة الجموع التي جاءت لمناصرة رئيس الوزراء موجهة من سيارة نقل تحمل مكبرات الصوت يتحدث عبرها عضو حمساوي ،تنظم سير المحتشدين. وعبر الكثير من المواطنين ل "الشروق "عن استنكارهم الشديد لمنع دخول هنية والوفد المرافق له ، وقال المتظاهر ناصر علي للشروق :" أن ما يحدث هو تعسف باتجاه الحكومة ومحاولة للضغط عليها عبر الحصار ، وان أبو العبد هو رئيس حكومة شرعي ، ويحق له أن يدخل معه ما يشاء من الأموال ، لأنها جمعت للتخفيف من أزمة الحصار الاقتصادي الخانق "، وأكد أن شعبية أبو العبد تزداد يوما بعد يوم ، معللا ذلك بأنه "شخصية وطنية طيبة ، وغير متعصبة حزبيا" ، وان "الرجل رجل تفاهم وحوار" ودلل محدثنا على ذلك ب " موافقته السريعة على طلب التنازل عن رئاسة الحكومة ، إذا كان تنازله سيكون سبب لرفع الحصار ". "الشروق" انتظرت عدة ساعات مع المتواجدين بكثافة ، وراقبت حضور عدة حافلات بشكل متوالي من عدة مدن فلسطينية ، حيث كان ركابها يرددون شعارات مثل" يا هنية يا بلاش .. السلطة ما تلزمناش " ، وقد توجهنا بالسؤال لأحد العناصر المسلحة ، وهو من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، حسب الشارة الخضراء المعصوبة على جبينه ، وطلبنا رأيه فقال " إذا لم يتم إخراج هنية هذه الليلة فلن نعود إلى بيوتنا ، ونحن مستعدون لاقتحام المعبر وإخراج قائدنا الشيخ أبو العبد " واعتبر أن ما يحدث هو إذلال للشعب الفلسطيني ، ومحاولة يائسة لإفشال حكومة حماس ، والضغط عليها من اجل الاعتراف بالكيان الصهيوني ".. على الجانب الآخر في الجهة المصرية كانت المفاوضات تجري على قدم وساق بين عدة أطراف ، سمحت في النهاية بدخول رئيس الوزراء ، وبقاء الدكتور غازي حمد الناطق باسم الحكومة وجزء من الوفد لمتابعة تأمين وصول الأموال التي جلبت إلى جامعة الدول العربية أو احد البنوك ، ومن ثم دخولها بشكل رسمي للحكومة الفلسطينية ، وبعد ساعات من الانتظار وصل رئيس الوزراء ووزير الثقافة وعدد من مستشاري الوزير ، وعند الخروج من الصالة المخصصة لذلك وظهور هنية ارتفعت أصوات الحضور بالتكبير والهتافات ، وفي غضون ذلك تم إطلاق الرصاص في فوضى عارمة باتجاه الموكب فأصيب نجل رئيس الحكومة إسماعيل هنية المدعو عبد السلام ، ومستشاره إصابات خفيفة ، وإصابة احد مرافقيه ليعلن فيما بعد استشهاده وهو عبد الرحمن نصار. أما عن مصدر الرصاص ، أكد كثير من الشهود لنا أن الرصاص جاء من جهة قوات حرس الرئاسة التي تشرف على إدارة المعبر ، أما هنية فقال بلهجة حادة للحشود : "نعرف من أطلق النار على الموكب بشكل مباشر ونعرف أيضاً كيف نتعامل معه"، واتهم مسئول من حماس رفض ذكر اسمه ل "الشروق " حينها ، التيار الانقلابي في حركة فتح بإطلاق النار، والإعداد لذلك لإدخال الساحة في فوضى عارمة تضعف الحكومة .. حماس تحمل محمد دحلان مسؤولية استهداف هنية أطلقت قوات أمن الرئاسة الفلسطينية أمس النار على أنصار من حركة حماس كانوا في طريقهم للمشاركة في تجمع برام الله بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس حركة حماس . و أسفرت العملية عن جرح 34 شخصا من حماس، حسب ما أوردت وكالة الإنباء الفرنسية التي ذكرت أن مصادمات وقعت بين الطرفين .. قال شهود عيان إن قوات الأمن التي ترتدي زي قوات مكافحة الشغب استخدمت الهري والبنادق في صد متظاهري حماس.. وفي قطاع غزة وقع تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين من حماس. وتتجدد المواجهات بين رأسي السلطة الفلسطينية في إطلاق النار على رئيس الوزراء الفلسطيني ،اسماعيل هنية بعد عودته من زيارة خارجية . وهو ما اعتبرته حماس محاولة اغتيال . وقد حملت حركة حماس أمس محمد دحلان،المسؤولية عن محاولة الاغتيال تلك ، وقال اسماعيل رضوان الناطق باسم حماس خلال مؤتمر صحفي بغزة " المدعو محمد دحلان يتحمل المسؤولية المباشرة عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء كما يتحمل مسؤولية دماء الشهداء والجرحي من أبناء الشعب " وأوضح رضوان " أن ما حصل مع رئيس الوزراء ليس عملا عفويا بل هو مدبر بهدف التغطية علي الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الوزراء لعدد من الدول العربية والإسلامية والتي حققت دعما سياسيا وماديا للشعب الفلسطيني. وأكد رضوان أن من أطلق النار علي موكب هنية هم عناصر من امن الرئاسة الذين يتبعون للرئيس عباس مباشرة مطالبا عباس بالعمل على تقديم المجرمين الذين استهدفوا رأس الشرعية للعدالة. وردا على اتهامات حماس ، قال دحلان : " "يبدو أن حركة حماس تسير من فضيحة إلى فضيحة أخرى" وتابع "لن تخيفنا التهديدات وقد تعودنا على التهديدات الإسرائيلية". لماذا تتهم حماس محمد دحلان دون غيره ؟ ! ولد محمد دحلان في مخيم خان يونس عام 1961 من أسرة فقيرة ودرس في الجامعة الإسلامية في غزة ليكون أحد مؤسسي وقادة الشبيبة الفتحاوية عام 1981 ليعتقل عدة مرات بين 1981 و 1986 ثم يبعد عام 1988 إبان الإنتفاضة الأولى. تنقل دحلان بعدها بين ليبيا والجزائر ليستقر به المقام في تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من الرئيس الراحل ياسر عرفات .. ويؤكد أحد مسؤولي جهاز الاستخبارات الأمريكية " C.I.A " السابقين أنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع جبريل الرجوب الذي شغل فيما بعد منصب الأمن الوقائي في الضفة ليكوّنا سويا القوة الضاربة المستقبلية بعد إتفاقات أوسلو. يتمتع محمد دحلان الذي سبق و أن رأس جهاز الأمن الوقائي في غزة، قبل أن يعينه عرفات مستشاراً للأمن القومي ووزيرا للداخلية في حكومة محمود عباس ، بنفوذ واسع لدى الامريكيين والإسرائيليين ويكفي أنه خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع "واي بلانتيشين" في العام 1997م، اقترب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطيني محمد دحلان، وهمس في أذنه قائلاً "أرى فيك زعيما مستقبليا لشعبك". وعندما كان الرئيس الحالي جورج بوش يحضر قمة "شرم الشيخ" في العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، وهذا القبول الذي يحظى به هو الذي يجعل اسمه يبرز ضمن الشخصيات المرشحة للعب دور فاعل في هذه المرحلة،وكان قد وقع في خلاف مع ياسر عرفات .. ويأخذ الكثير من الفلسطينيين على دحلان أنه لعب الدور الإسرائيلي عندما كان يقود جهاز الأمن الوقائي في غزة، وقام باعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية والزج بها في سجون السلطة. وقد أدت حملات الاعتقال هذه إلى كشف أوراق العديد من المناضلين الشرفاء والذين اغتالتهم إسرائيل فيما بعد هذا بالإضافة للعديد من العناصر الذين قاموا بتسليمهم إلى إسرائيل بطريق غير مباشرة. وقد كشفت الصحف الإسرائيلية عن رسالة أرسلها دحلان لوزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز في يوليو 2003، تتحدث عن الحالة الصحية السيئة لعرفات، قائلة "إن السيد عرفات أصبح يعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود مستعد لأدفع حياتي ثمنا لها"... يذكر أن دحلان يملك أفخم فندق على شاطيء غزة وهو المصنف كواحد من أفخم فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط.. مكتب الشروق / غزة / عامر أبو شباب / القسم الدولي عباس يحذر حماس من المساس بدحلان حذرت الرئاسة الفلسطينية، مساء امس الجمعة، حركة المقاومة الإسلامية حماس من التعرض أو المساس بقادة حركة فتح ونوابها في المجلس التشريعي، مطالبة إياها بتحمل مسؤولياتها اتجاه الفوضى التي ينشرها عناصرها. وقال د. صائب عريقات في مؤتمر صحفي عقده في مقر الرئاسة برام الله، نيابة عن رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، أن تصريحات حماس امس بتوجيه اتهامات للنائب عن فتح "محمد دحلان" للمسؤولية عن محاولة اغتيال هنية أنها مؤشر واضح لنية حماس باستهدافه. وأضاف عريقات "على حركة حماس تحمل مسؤولية أي مساس بالنائب محمد دحلان أو غيره من قادة ونواب فتح في المجلس التشريعي". وقال عريقات "إن الرئيس الفلسطيني يدين بشدة عملية محاولة اغتيال رئيس الوزراء "إسماعيل هنية"، معرباً عن تمنياته له ولنجله ومستشاره السياسي وجميع المصابين في حادثة معبر رفح بالشفاء والسلامة. وتابع "وتم التنسيق ووصل رئيس الوزراء إلى معبر رفح من الجهة المصرية، وهناك فوجئنا باتصال من كبير المراقبين الأوروبيين بضرورة إغلاق المعبر بأمر من وزير الدفاع الاسرائيلي "عمير بيرتس"، وفي هذه الأثناء قام الرئيس عباس بجهود كبيرة للعمل على إدخال رئيس الوزراء وتم ذلك بعد جهد طويل واتصالات مع بيرتس وعمر سليمان".وأكد عريقات على أن الرئيس عباس قام بجهد كبير لتأمين دخول رئيس الوزراء بموكبه كاملاًَ، وبوجود حراسه جميعاً. مؤكداً على أن الرئيس عباس طالب وزير الداخلية الفلسطيني "سعيد صيام" بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث رفح. القسم الدولي