أكد عدد من الخبراء أن اتخاذ مصر قراراً بفتح معبر رفح البري جاء بتنسيق أمريكي إسرائيلي، بهدف امتصاص نقمة الشارع العربي والإسلامي عليه، وتبرئة نفسه من مسؤولية ارتكاب مجزرة أسطول الحرية، باستمرارها في مشاركة (إسرائيل) في حصار قطاع غزة. وشدد الخبراء أن مصر ستعيد إغلاق المعبر فور هدوء موجة الغضب التي تجتاح الجماهير العربية والإسلامية في العالم، داعياً مصر لفتح المعبر للأبد لوقف سفك الدماء وطي الصفحات السوداء التي مضت، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن الرئيس المصري حسني مبارك ''أصدر تعليماته بفتح منفذ رفح لإدخال المعونات الإنسانية والطبية اللازمة إلى قطاع غزة وكذا استقبال الحالات الإنسانية والجرحى والمرضى التي تتطلب عبورها إلى الأراضي المصرية''. وأكد المحلل السياسي الأردني ياسر زعاترة أن مصر فتحت معبر رفح في سياق محاولة ستر عورتها بعد مجزرة أسطول الحرية، حيث إنه الجهة الوحيدة التي تشارك الاحتلال الإسرائيلي بشكل عملي في حصار قطاع غزة، وقال زعاترة ''إن ما حدث في عرض البحر المتوسط أحرج النظام المصري، وخلق موجة من الإدانات في الشارع العربي والإسلامي، ومصر تريد بفتح المعبر تنفيس هذا الموقف، لاسيما بعد ظهور ملامح إدانة مباشرة لرفض مصر التعامل بقليل من التسامح مع السفن القادمة لكسر حصار غزة''. وأضاف ''إن موجة الإدانة لموقف النظام المصري مقابل التعامل الإيجابي مع الموقف التركي والمديح المفرط له، أدى إلى محالة تنفيس هذه الموجة من الإدانة بفتح المعبر والسماح بتنقل المواطنين الفلسطينيين، وشدد زعاترة على أن مصر تحاول تبرئة نفسها من مسؤولية مجزرة أسطول الحرية وتخفيف حدة الإدانة الموجهة للنظام من الجماهير العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن النظام المصري يشعر أنه في صلب الإدانة من الجماهير العربية والإسلامية، وذكر أن إغلاق معبر رفح لا يمنع كسر الحصار البحري عن غزة، لأنه من حق الفلسطينيين الحصول على معبر بحري بصرف النظر عن فتح معبر رفح، مبيناً أن ذلك يدين اتفاقية المعابر التي صيغت برعاية النظام المصري والاتحاد الأوروبي وبمشاركة سلطة رام الله عام .2005 وأكد على أن مصر تسيء للوضع العربي برمته، وأخذت بالسياسة العربية إلى الدرك الأسفل، حيث إنه لم تفعل شيئاً بالملف الفلسطيني غير تمرير قتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وتمرير السلطة لمن كانوا يتآمرون عليه، وذكر أن مصر مطالبة بأن تتعامل مع الاحتلال كعدو وليس كوسيط بين الفلسطينيين والطرف الإسرائيلي، وأن تدرك أن الكيان الإسرائيلي خطر وجودها، وأن تتعامل مع المصالحة بصيغة غير سحب حركة ''حماس'' وقطاع غزة ل''بيت الطاعة'' الذي يديره الجنرال الأمريكي كيث دايتون في الضفة الغربية، ولفت الزعاترة إلى أن مصر ستقوم بإغلاق المعبر بعد تنفيس الغضب الشعبي، مبيناً أنه أثناء فتح المعبر سيكون هناك برمجة لعملية دخول وخروج الفلسطينيين، بحيث لا تكون بطريقة فيها الكثير من الكرامة للشعب الفلسطيني. من جهته، رأى المحلل السياسي كمال أبو ندى أن فتح مصر لمعبر رفح جاء باتفاق إسرائيلي أمريكي بهدف امتصاص نقمة الجماهير على النظام المصري الذي يحاصر قطاع غزة، وخوفا من نقمة الشعب المصري، خاصة بعد تعالي الأصوات المطالبة بفتح معبر رفح''. وقال أبو ندى في حديث ل''فلسطين'' ''لا يمكن نفي شراكة النظام المصري في فرض الحصار على القطاع، حيث انه يخضع للاتفاقيات وضغوط إسرائيلية أمريكية، ولا يملك إرادتها في فتح المعبر. وأضاف أبو ندى ''فتح المعبر كان سيجنب سيل دماء المتضامنين العرب الأجانب الذين جاؤوا من أصقاع الأرض ليتضامنوا مع الشعب الفلسطيني ويفكوا الحصار''، مشيراً إلى مصر مطالبة بأن تسبق هؤلاء المتضامنين وفك الحصار وتتحدى كل الضغوطات التي تمارس عليها لاستمرار إغلاق المعبر. وذكر أن فتح المعبرة خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يجب أن يكون بلا قيود ووفق ما يتفق عليه الجانبان المصري والفلسطيني دون تدخل إسرائيلي أو أمريكي، داعياً مصر لفتح معبر رفح للأبد لوقف سفك الدماء وطي الصفحات السوداء التي مضت، ولتخفيف مأسي الشعب الفلسطيني، وان لا تكون سبباً في مأسي جديدة، وأعرب عن أمله بأن يكون فتح المعبر بداية لصفحة جديدة من العلاقة بين الشعب الفلسطيني ومصر، وأن يتبع فتح المعبر إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية، داعياً إلى أن يكون فتح المعبر بشكل كامل للتبادل التجاري ووفق القوانين الفلسطينية المصرية.