يخضع حاليا الرضيع المصاب بداء السيدا المحول من مستشفى معسكر إلى المستشفى الجامعي بوهران منذ ال13 ديسمبر الماضي للمراقبة الطبية المكثفة بمصلحة الأمراض المعدية بمركز ابن زرجب، وممنوع عليه بإجماع الطاقم الطبي المشرف على حالته تلقي أي نوع من اللقاحات الموجهة للرضع في الشهر الخامس وبعده، مثلما يحرم أيضا من الرضاعة الطبيعية بعد ما تأكد أن الأم فعلا مصابة بالإيدز، وهي مصدر نقل العدوى إليه خلال فترة الحمل، وتتلقى مع وليدها العلاج بذات المصلحة حسب تصريح رئيس هذه الأخيرة ل"الشروق اليومي". وأكد نفس المسؤول أنه وعلى الرغم من استقرار الحالة الصحية للأم والمولود معا في الوقت الحالي، فقد أخضع الرضيع إلى ثاني فحص مخبري لتقدير ما يعرف ب"الكتلة الفيروسية" وتحديد مدى تطوّر المرض داخل جسمه والذي يتسنى على ضوء نتائجه المرتقب ظهورها بعد حوالي شهر من الآن ضبط البروتوكول العلاجي المناسب لهذه الحالة، بعد أن أجريت له في البداية التحاليل المصلية اللازمة. أما عن السبب الأصلي لظهور هذه الحالة الجديدة في صفوف الرضع بمعسكر، فقد اكتفى رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران بالتأكيد أن العدوى تمّت أثناء الحمل وانتقل الفيروس إلى الجنين عن طريق دم الأم المصابة بالسيدا في الرحم، مكتفيا بالقول أن الملف الطبي لهذه الأخيرة، يؤكد أنها تزوجت من ثلاثة أشخاص. وأشارت مصادر أخرى مقربة وموثوقة إلى أن زوجها الأخير وهو أب الطفل المصاب، كان مصدر هذه العدوى نتيجة علاقة جنسية غير شرعية من جهة معينة، كما حرص رئيس المصلحة على التزام التحفظ في القضية بدعوى أخلاقيات المهنة وحق المريض في التكتم على أسرار مرضه من طرف الطبيب، وأشار فقط إلى أن هذه الأم ضحية مثلما يحدث عادة أو مطلقا للحالات التي ينتقل فيها فيروس فقدان المناعة المكتسبة من الأم إلى الجنين ويكون دوما الزوج مذنبا في حق زوجته وحتى أطفاله بعلاقاته غير الشرعية. وكشف مسؤول مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران واستنادا إلى تقارير الحالات التي تفد إلى المصلحة من كل ولايات الغرب الجزائري أن كل من معسكر، تيارت وسيدي بلعباس تتصدر قائمة ولايات الجهة في تسجيل أكبر عدد من مرضى الإيدز وبشكل مقلق ومخيف، حيث الانتشار الكبير لأوكار الفساد والدعارة والمتسترة أحيانا تحت غطاء الهياكل الفندقية. وأكد أن مصلحته استقبلت الأسبوع الماضي، زوجين قدما من منطقة بوحنيفية بولاية معسكر يحملان أعراض مرض السيدا، وعند التقرّب منهما واستجوابهما من طرف الفريق الطبي، ثبت أن الزوج الذي كان مظهره الخارجي بلحيته الطويلة، يوحي بالوقار والهيبة، كان سبب انتقال العدوى إلى الزوجة نتيجة ممارسته الزنا، وأكثر من ذلك، فإن هذا الزوج ورغم علمه بحقيقة مرضه لم يحترم المداومة على استعمال الواقي أثناء الجماع، وتعمّد إخفاء مرضه على زوجته، مدعيا أنه مصاب بداء إلتهاب الكبد الفيروسي المتنقل هو الآخر عن طريق العلاقات الجنسية، إلى أن أخذت أعراض السيدا تظهر على شريكته الضحية، التي صدمتها التحاليل الطبية بتأكيد إصابتها بالإيدز وليس بداء اليرقان "المعروف بالبوصفير" عكس ما كانت تتوقع ويوهمها به زوجها الملتحي الذي قرّر مصيرها بمعايشة مأساة يتبرأ منها المجتمع دون البحث في التفاصيل. وأكد ذات المسؤول أنه تمّ تسجيل 162 حالة سيدا بمنطقة الغرب الجزائري عامة خلال السنة الجارية 2006 وتشمل الحاملين للفيروس والذين ظهرت عليهم أعراض المرض الإكلينيكية، منها 20 حالة بولاية وهران، كما استقبل مستشفى وهران حالتي إصابة مؤكدتين بالإيدز من إفريقيين كانا يقيمان بعاصمة الغرب الجزائري بطريقة غير شرعية من بينهما إمرأة زنجية كانت حاملا بجنين تلقى نفس الإصابة، وهذه الحالة قال عنها محدثنا أنها فرت في سرية تامة نحو وجهة مجهولة. من جهة أخرى، قال القطاع الصحي لولاية معسكر في توضيح تلقت "الشروق اليومي" نسخة منه بخصوص قضية الإصابات الثلاث بالسيدا، أن المستشفى سجل حالة إصابة طفل رضيع فعلا، وقد تمّ استقباله بتاريخ 27 نوفمبر الماضي لكونه كان يعاني من مرض جلدي ورغم إخضاعه للعلاج، إلا أنه لم يتماثل للشفاء مما استدعى إجراء تحاليل مخبرية، تبيّن بعدها أنّه حامل لفيروس "السيدا". وأكد بيان القطاع الصحي لمعسكر، أن هذه الحالة كانت منتظرة، كون الأم كانت حاملة للداء ومسجلة لدى القطاع الصحي الذي نفى تسجيل حالات أخرى، مشيرا إلى أن مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي تدرس الحالات التي تكون محل شك بغية التعامل معها، علما أن السر المهني والأخلاقي يفرض عدم الكشف عن أسماء المصابين. خيرة غانو