من المنتظر أن يتم تسليم مشروع مستشفى الأمراض العقلية بمدينة "تنس" الساحلية الواقعة بولاية الشلف بعد الانتهاء من عملية التجهيز وذلك بعد طرح مناقصة وطنية لاختيار العروض الخاصة بتجهيز هذا المرفق الصحي الاجتماعي الهام، والذي كلف خزينة الدولة 120 مليون دينار للتكفل بفئة المرضى عقليا والذين غالبا ما يوجهون إلى المراكز العلاجية القريبة على غرار ولايتي البليدةووهران، في ظل غياب أي مركز يمكن أن يكون بديلا عن الذهاب إلى المراكز بالولايات المجاورة. وحسب البطاقة الفنية للمشروع فإن مدة الإنجاز حددت بثمانية عشر شهرا، وبطاقة استيعاب تقدر ب 120سريرا وقد اختيرت أرضيته عند المخرج الغربي لمدينة "تنس" الساحلية بجوار الملعب البلدي، وسيخفف هذا المستشفى في حال اكتماله وتسليمه من الضغط المسجل على مراكز الأمراض العقلية بمدينة وهران أو البليدة اللتين كان يتنقل إليها مرضى الولاية لغياب أي مرفق من هذا النوع بالمنطقة، إلا أن ما يعيب على هذا المركز الجديد هو بعده عن مركز الولاية، حيث تتعدى المسافة الفاصلة ما بين المدينتين 60 كيلومترا، وهو ما سيكون شاقا على المرضى عكس لو كان ببلدية "وادي الفضة" والتي لا تبعد عن عاصمة الولاية بأكثر من 20 كيلومترا. كما أن عدم توفر العقار اللازم حال دون تجسيد هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه بالولاية، وكانت مدينة "تنس" الساحلية قد اختيرت لإقامة مشروع مستشفى الأمراض العقلية بدلا من بلدية "وادي الفضة" شرق عاصمة الولاية بالشلف، لعدم توفر هذه الأخيرة على وعاء عقاري مناسب لاحتضان هذه المنشأة الصحية التي تعد الأولى من نوعها بالولاية، والتي ستغطي مستقبلا ثلاث ولايات مجاورة للشلف، كما ستكون ملحقة بمركز ملحق لمعالجة المدمنين على المخدرات بسعة تقدر ب 24 سريرا. ويعد هذا المشروع من ضمن 11 مشروعا ذو طابع اجتماعي وتربوي وطبي، يجري إنجازه بالولاية على غرار مركب اجتماعي ومدرسة لصغار الصم والبكم ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن أصبح مركز عاصمة الولاية لا يقدر على تغطية العدد المتزايد عليه من صغار الصم والبكم، وهو ما سيساهم في العناية بالصحة العقلية والنفسية لمرضى الولاية، وكذا الأفراد الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وإعطاء فرصة للمحرومين للاندماج في المجتمع، من خلال إكسابهم مهارات جديدة ومستوى تعليم مقبول.