وضعت السلطات الروسية الجزائر ضمن قائمة الدول العشرة في العالم الأكثر استيرادا لأسلحتها، ولذلك فإنه بناء على نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس «ديميتري ميدفيديف» فإن موسكو كشفت بأنه سلّمت الجزائر أمس غواصتين حربيتين متطوّرتين من نوع «636 فارشافياكنا»، وهو ما أكدته الشركة الصانعة للغواصتين التي أشارت إلى أن إحداها وصلت فعلا الجزائر. أفاد نائب المدير العام في مكتب التصاميم البحرية الروسية، «سيرغي سميرنوف»، بخصوص موضوع الغواصتين، أنه «انتهى تنفيذ الاتفاقية الجزائرية بعد أن توجهت الغواصة الأولى بحرا إلى الجزائر، أما الغواصة الثانية فلا تزال ترابط في ميناء «كرونشتات» الروسي، لكن كل المسائل الخاصة بها تمت تسويتها»، مُضيفا في تصريح نقلته وكالة «إيتار تاس» الروسية أن الجزائر تسلّمت فعلا غواصتي «الديزل» الكهربائيتين من مشروع «636 فارشافيانكا» اللتين تم تصنيعهما في شركة حوض السفن «ادميرالتيسكيه فيرفي».
وحسب التوضيحات التي قدّمها المسؤول الروسي فإن هذا النوع من الغواصات يُعتبر من أحسن الأصناف في العالم، حيث تم تصديرها إلى كل من إيران والهند وبولندا ورومانيا، كما أنها ما زالت قيد الاستخدام في القوات البحرية الروسية، وبالإضافة إلى ذلك فإن الغواصة الروسية من طراز «فارشافيانكا» من غواصات الديزل الكهربائية ظهرت في أواخر السبعينيات، وهي تتميز بقدرتها على التخفي ومتابعةِ الأهداف لعدة أسابيع، وتستخدم هذه الغواصة بالأساس لمكافحة السفن والغواصات المُعادية وحماية القواعد البحرية وخطوط المواصلات البحرية. ومن الواضح أن هذه الصفقة الجديدة التي تسلّمت الجزائر على إثرها هاتين الغواصتين لها علاقة مباشرة بالزيارة التي قام بها الرئيس الروسي «دميتري ميدفيديف»، قبل أيام إلى الجزائر، وهي الزيارة التي انتهت بالتوقيع على ست اتفاقيات تعاون وشراكة بين شركات روسية وأخرى جزائرية، أهمها اتفاقية تعاون في مجال النقل البحري، ومعلوم أنه لم يُكشف عن تفاصيل هذه الاتفاقية رغم أنها كانت تحمل طابعا عسكريا. وفي سياق ذي صلة أفادت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»، نقلا عن تصريحات المدير العام لمؤسسة «روس أوبورون أكسبورت»، تأكيده بأن الهند والصين كانتا تستحوذان على 70 بالمائة من الصادرات الإجمالية للأسلحة الروسية إلى عهد قريب، غير أن قائمة أهم مستوردي الأسلحة الروسية تضم عشرة دول من بينها الجزائر وسوريا، وحسب تأكيد المسؤول الروسي فإن صادرات «روس أوبورون أكسبورت» في الفترة من عام 2000 إلى 2010 بلغت حوالي 60 مليار دولار، مشيرا إلى أنها تزايدت بحوالي 400 إلى 500 مليون دولار سنويا. للإشارة فإن نائب رئيس هيئة التعاون العسكري الفني في روسيا، «فياتشيسلاف دزيركالن»، كان قد صرّح قبل مدة بأن روسيا ستبدأ بتوريد طائرات عسكرية من طرازي «سو-30» و«ياك-130» إلى الجزائر مع مطلع العام المقبل، حيث أورد أنه «من المفروض أن تبدأ الجزائر بتسلم طائرات "سو-30" و"ياك-130" في عام 2011 وإن هذا ليس بالسرّ العسكري». كما كانت مصادر رسمية روسية أعلنت في وقت سابق أن موسكو ستُزود الجزائر ب 16 مقاتلة جوية من نوع «سو-أم كا إي» بناء على اتفاق عسكري بين البلدين تم التوقيع عليه في 2006 لتدعيم الجيش الجزائري ب 28 مقاتلة من هذا النوع، ويأتي ذلك تعويضا عن فشل صفقة بيع 34 مقاتلة من طراز «ميغ 29» التي سبق للجزائر وأن رفضتها بسبب اكتشاف بعض النقائص التقنية.