اهتزت مدينة المحمل جنوب ولاية خنشلة عشية الاحتفالات بالذكرى السادسة والخمسين لاندلاع الثورة المجيدة على وقع ثاني جريمة قتل بشعة بطلها شخص من مواليد 1963 بخنشلة كان من المفترض أن يكون رفقة زوجته هذا الاثنين بالبعثة الثانية باتجاه البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج. الجاني ارتكب الجريمة بدافع الانتقام ولأسباب عائلية عرفت توترا على هامش التقاء الأطراف في حفل زفاف، وراح ضحيتها الشاب «توفيق. ل» في ربيعه الواحد والعشرين بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى إثر نزيف دموي حاد إلى جانب الشاب «ج. ل» من نفس العائلة والعمر والذي أدخل في وضع صحي جد متدهور إلى غرفة الإنعاش الطبي بالعيادة الكبرى الخاصة، وكذا ميكانيكي تعرض إلى كسور بليغة كونه كان بمسرح الجريمة بعد إقدام الجاني على دهسهم باستعمال شاحنة من الوزن الثقيل. وكادت الأمور أن تتفاقم لو لا تمكن فرقة الشرطة القضائية بالأمن الخارجي ببلدية المحمل من اعتقال الجاني وشقيقه وإحالتهما على التحقيق. هذا الأخير أمرت نيابة محكمة ششار الابتدائية في ساعة متأخرة من نهار أمس الأول بإيداعه الحبس في انتظار تقديمهم أمام جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بالنسبة للمتهم والإفراج عن شقيقه بتهمة جنحة التحريض. حيثيات القضية وحسبما ذكرته مصادر مطلعة ل"الأيام" تعود إلى حدود الساعة الرابعة مساء من نهار يوم السبت المنصرم أين نشب شجار بين المتهم والضحية في ظروف غامضة ومجهولة أجمعت كل المصادر والأطراف أنها تعود لخلافات عائلية سابقة وذلك في حفل زفاف، غير أن تدخل الحاضرين حال دون وقوع أي ضرر لدى الطرفين المنتميين إلى عائلة واحدة وبعد مغادرة الأطراف الحفل قام المتهم بعد أن علم حسب تصريحاته أن الضحية قام بمعاكسة أحد بناته خلال مراسم الحفل وعلى الفور قام باقتناء شاحنته من الوزن الثقيل والبحث عن الشاب قبل أن يلمحه بإحدى أحياء المدينة قرب محل تجاري خاص بالميكانيكي أين سارع إلى دهس الشاب ومن معه بالشاحنة دون التفطن لخطورة الوضع متسببا في إصابة الميكانيكي صاحب العقد الثالث بكسور بليغة ومقتل الشاب «توفيق . ل» 21 سنة وإصابة الشاب «ج. ل» 20 سنة بجروح خطيرة جدا نقلوا على إثرها إلى المستشفى قبل أن تتدخل مصالح الأمن بحكمة وحنكة كبيرة مكنت أعوان الشرطة القضائية من اعتقال الجاني وشقيقه في وقت وجيز والتحكم في الوضع الذي كاد أن يتحول إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي سارع فيه الطاقم الطبي بالمستشفى إلى إسعاف الضحايا الثلاثة غير أن الأقدار تشاء أن يلفظ الشاب توفيق أنفاسه الأخيرة إثر نزيف دموي حاد جراء شدة الإصابة، وتستدعي الحالة الصحية الحرجة للضحية الثاني جمال تحويله إلى عيادة خاصة أدخل بها غرفة الإنعاش الطبي في الوقت الذي غادر الميكانيكي المستشفى.