مذ رأيت طيفك ثمة شيء تحرك في وجداني طرقت باب قلبي دون أن تدري أتذكر حين كنت أيها القمر ساكناً حالماً مستقراً عرفتك مذ ولادتي ومن قبل تفتح قريحتي كنت أنا في سبات بفعل البشر فجاء مطرك فأحيا ما مات في قلبي من زمن أيها القمر أيها السائد فوق البشر فوق شذى الزهر وياسمين الحقل وعيون المهى فوق تحليق الطيور وإختطافها الحياة في البحر ما زلت مذ عهدتك مع قطرات الندى تودعني وتعود إلي عنوة في غفلتي في سهري تناديني تراودني فأبقى قلبي معك هناك للسحر وفي سحرك عبير وريحانة وزرقة البحر كم أحببت فيك الحكمة دون ضجر وأعجبني طول صبرك وإنتظارك لمشيئة القدر أيها القمر الذي سُئلتُ عنه ألم يدركوا بأنك لست بشر ولست كمثل الشجر ولست مثل الصخور والحجر رغم ذلك لم يصمتوا ،اهذا لأنك قمر؟ كم إستهجنوا كيف نطق الحجر لرؤياك وذاب الثلج لمحياك رغم البرد رغم الصقيع وزخات المطر يا قمري لم ييأسوا وسألوني عنك مراراً فأجبت بإبتسامة لماذا هذا القهر؟؟ إنه ليس مثل أي قمر يغيب ويعود منذ دهر هو ليس ببشر هو في الفلك يسبح خالق الدنيا والبشر
هو نسائم هواء وشذى عطرمن مسك البحر هو غياب الموت وإنبعاث الحياة في القبر أنه ليس ناكراً للجميل ويصلي في محرابه