أوقفت مختلف المصالح الأمنية بقسنطينة حتى مساء أمس وإلى غاية كتابة هذه الأسطر حوالي 30 شابا منذ بداية الاحتجاجات عشية الخميس الماضي، 15 منهم تم توقيفهم نهار أمس خلال الاحتجاجات أو بتقفي آثار من كانت لهم يد في تدبير أعمال الشغب حيث أن رجال الأمن وبفضل الكاميرات التي كانوا يستخدمونها في تسجيل الأحداث تمكنوا من تحديد هوية بعض الذين شاركوا في أعمال التخريب والتكسير، وذلك حسب ما ذكرته مصادر على صلة بالقضية ل"الأيام" والتي أضافت بأن الموقوفين يوجدون رهن الحبس للتحقيق معهم في انتظار عرضهم لاحقا على الجهات القضائية. وبتسجيل 12 إصابة جديدة وسط رجال الأمن نهار أمس تكون حصيلة ضحايا من يعملون على مواجهة أعمال الشغب والاحتجاجات بولاية قسنطينة قد تجاوزت ال 25 حالة معظمها كانت بسبب الرشق العشوائي للحجارة من قبل المحتجين، في حين استقرت حصيلة الجرحى وسط المدنيين عند عتبة ال 10 حالات، بينما ترجح المصادر التي أوردت الخبر أنها قد تكون أكثر بكثير لان الشباب الذي يصاب خلال الاشتباكات يرفضون تلقي الإسعافات في المستشفى خوفا من الاعتقالات. وتواصلت ليلة أول أمس الاحتجاجات الشعبية بقسنطينة وفي أول حادث شهدته المدينةالجديدة «علي منجلي» أتى غضب شباب المنطقة على سوق الرتاج الذي تحول إلى خراب بعد أن اقتحمه مجموعة من الشباب في أواخر الليل وأتوا على كل ما يوجد بالمركز التجاري من مواد غذائية ومعدات قبل أن تمتد العملية إلى محلات الخواص التي توجد بالجهة المقابلة للمركز، حيث تم تكسير واجهاتها واستولى الشباب على ما يوجد فيها من مستلزمات وملابس وغيرها. من جهة أخرى كان مقر وكالة الأنباء الجزائرية بذات المدينة الوجهة التي اختارها المحتجون لتكسيره وتحويل واجهته إلى خراب في حين تعذر الدخول إلى وسط المقر لأن لدية مدخل واحد كان مغلقا جيدا ويتعذر الدخول من أي جهة أخرى لأن الوكالة تقع في مكان مرتفع بإحدى عمارات المدينةالجديدة . وبمنطقة الشراكات جدد السكان عصر أمس الموعد مع الاحتجاجات وقاموا بقطع الطريق الوطني الرابط بين قسنطينة وجيجل لكن هذه المرة ليس احتجاجا على ارتفاع الأسعار بل للمطالبة بإطلاق الشباب الذين اعتقلهم رجال الدرك ظهر أول أمس بعد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، مؤكدين بأنهم سيصعدون من لهجة الغضب لاحقا في حال لم يطلق سراح المعتقلين، يحدث هذا في ظل هدوء نسبي ميّز منطقة حامة بوزيان التي كانت من بين أكثر المناطق سخونة في اليومين الأول والثاني من الاحتجاجات، حيث تم تخريب العديد من المؤسسات التربوية والممتلكات العمومية والخاصة إلى جانب الهجوم على مقر الحرس البلدي. وواصل رجال الأمن ولليوم الثالث على التوالي وقوفهم في وجه الشباب المحتج بمنطقة واد الحد الذين قاموا بتخريب كل ما يوجد بالمنطقة من مرافق عمومية، كما واصلوا قطعهم للطريق منذ عشية الخميس الماضي ولم يتم فتحه أمام حرمة المرور إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وقد تميزت الاشتباكات بين الطرفين بحدة كبيرة استعمل خلالها رجال الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين تمت مطاردتهم وتم توقيف بين 5 و7 ممن كانت لهم يد في أعمال الشغب التي شهدتها المنطقة. وفي سياق ذي صلة اضطر رجال الأمن في وقت متأخر من ليلة أول أمس إلى استعمال العيارات النارية لتخويف مجموعة من الملثمين قاموا بقطع طريق الكورنيش المليء بالمنعرجات واعترضوا سيارات الكثير من العائلات حيث قاموا بإنزالهم من سياراتهم وسلبوهم كل ما يملكونه من أموال وأشياء ثمينة تحت التهديد باستعمال السيوف والخناجر والغازات المسيلة للدموع. هذا وكان من بين ضحايا الجماعة صاحب شاحنة حيث أنزلوه منها وسلبوا كل ما وجد فيها من سلع. من جهتهم دخل سكان حي «بكيرة» ليلة أول أمس في اشتباكات مع عصابة من الشباب كانوا يحاولون تخريب وحرق الإكمالية التي توجد بالمنطقة، حيث أن تأخر رجال الأمن في التدخل جعل السكان يحملون الهراوات والعصي ومنعوا الشباب الغاضب من الدخول إلى الإكمالية التي تناوب السكان على حراستها إلى غاية طلوع الفجر خوفا من عودة المحتجين.