-ساعات مُتعَبَة ... و نّهايات لم تكتمل. صوب جزر لا أجراس فيها... ستنهش الموج لتسيل بأرواح، وعيون شفافة. -على المنحدر استدارت ترشف مكر الليل, قريباً مني لهثت.. تململَتْ من وخزٍ أصابها, و في عينيها مكيدة نسرٍ جائع. لما ناديتها بالبلهاء التي تخشى الهبوب, صمَّت أذنيها.. كورت النبض في جهة واحدة, سرقت نكهة الريح. بأصابعها النهمة.. ثقَبت ذاكرتي... آآآآآآآآلمتني.. إلى بحر مسرع.. على الجروف الطحلبية تدحرجت. -ضربت الرّصيف بجرأة كعب. حشرج الدّرب الَمَكسيّ بالزّغب القديم. في عينيها نميمة خريف، و في شفتيها حسرة شتاء. لم يمنعها ضباب حاذق من تسلق أول عاصفة . روحها تهتز بين وجوه غريبة, مخموشة, لا كائنات دافئة, بل فطور تنمو في طيّات جرح يتسع, سريعاً سيأتي الليل ليطوف على ترف النوافذ, فيما تعرج في صور ليّنة من ذاكرة مُتعبة. غ ري ب ة حروف ارتطمت بها... هوت.. تأكسدت. -ما حاجتي لمدن أليفة أو مدنٍ تعرفني. أريدها مدينةً عارية, كل مساء مصابيحها تلمُّ ضغينة الليل. بين وجوه فارغة.. وجوه لا تمطر.. كبرق "إليوت" بلا مطر, سيتمشى المُتحف الوحيد بكنوزه, حتى حدود الغابة حيث يضيق الأفق بثلاثة أشجار ترقب جدولاً مُنهكاً، وهي تنفخ في وجوه طيور سقط ريشها. هكذا أنا.. أريدها مدينة خفيفة, تطفو على هواء ثقيل إلى أن تصل موتَها زفرة.. زفرة.