لا تزال التغطية بشبكة الغاز الطبيعي بولاية الشلف في مستويات متدنية مقارنة مع بالمعدل الوطني، رغم أنها انتقلت حاليا من نسبة 18 إلى 36 بالمائة، إلا إنها لا تزال بعيدة عن تطلعات مديرية الصناعة والمناجم التي تسعى إلى الوصول إلى المعدل الوطني كأدنى حد، بالنظر إلى الاستثمارات الكبيرة المرصودة للقطاع والتي تم تخصيص لها ما يصل إلى 4.5 مليار دج خلال المخطط الخماسي الجاري. من المنتظر أن تقوم مصالح مؤسسة «نفطال» بالتعاون مع مديرية الطاقة والمناجم بتحويل خزان الوقود الواقع بمركز المدينة إلى المنطقة الصناعية ب«وادي سلي» الواقع غرب عاصمة الولاية، وهذا تفاديا لأي أخطار محتملة، وكذا حفاظا على أرواح المواطنين والسكان المجاورين خصوصا وأن المخزن الحالي يقع في منطقة آهلة بالسكان بالقرب من خط السكة الحديدية، حيث من المتوقع أن يستحوذ المخزن على مساحة تقدر بهكتارين بذات المنطقة التي تتمركز بها أهم القطاعات الاقتصادية الإنتاجية بالولاية. وفي الشأن المتعلق بالتعطلات الكهربائية التي عرفتها الولاية في الأشهر الأخيرة خلال الصائفة الماضية، والتي نغصت على المواطنين وخاصة بعاصمة الولاية يومياتهم، فإن مديرية الصناعة والمناجم اقتنت مؤخرا 10محولات للقضاء على هذه الانقطاعات ومن ثمة ضمان تغطية الطلب على هذه الطاقة الحيوية، بالنظر إلى الكثافة السكانية التي تعرفها مدينة الشلف، فضلا عن التطلع إلى رفع نسبة التغطية في شبكة الغاز الطبيعي من 36 بالمائة الحالية، وهي نسبة بعيدة عن المعدل الوطني المقدر ب45 بالمائة إلى ما يصل إلى 41 بالمائة خلال الاستثمارات المرصودة للقطاع في البرنامج الخماسي الجديد، حيث سيتم استكمال باقي عمليات الإنجاز المتعلقة بالربط بشبكة الغاز الطبيعي المسجلة خلال البرنامج الخماسي السابق، ويبقى أمر تغطية كامل تراب الولاية مرهونة بالمواطن بالدرجة الأولى، حيث أن الكثير من المواطنين ببعض بلديات الولاية يرفضون دفع مستحقات الربط والتوصيل بشبكة الغاز الطبيعي، الأمر الذي يرهن مشاريع المديرية القاضية بالرفع من نسبة التغطية بهذه الطاقة، لاسيما أن الولاية معروفة ببرودتها الشديدة خلال فضل الشتاء بالنسبة للمناطق الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من الولاية كبلديات «تاوقريت»، «الزبوجة»، «عين مران»، «الظهرة» و«الهرانفة». هذا ويوعز الكثير من المواطنين عزوفهم عن الربط بهذه الشبكة بالنظر إلى التكاليف المرتفعة من أجل إيصال هذه المادة الحيوية إلى منازلهم، والتي تقدر ب25 ألف دج كاملة، حيث وجدت مؤسسة "سونالغاز" نفسها أمام معضلة امتناع سكان الكثير من بلديات الولاية عن توصيل هذه الشبكة إلى منازلهم للأسباب اقتصادية بحتة، رغم سعي ذات المؤسسة إلى توفير كافة الوسائل التحفيزية لتشجيع المواطنين على ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي والانتهاء من مشكل التزود بهذه المادة عن طريق قارورات غاز البوتان وخاصة في المواسم الباردة، رغم أن سعر الغاز عبر الشبكة يعد أرخص ب4مرات من شراء غاز البوتان، وفي سياق متصل تقدر نسبة استغلال شبكة الغاز الطبيعي بولاية الشلف نحو ال25 بالمائة من مجموع سكان الولاية المستفيدين، رغم الاستثمار الكبير في هذا القطاع وتخصيص الاعتمادات المالية الضخمة لربط سكان الولاية بشبكة الغاز والتي وصلت إلى 36 بالمائة، حيث يوجد ما يصل إلى11 ألف و900 توصيل بالشبكة المنجزة في السنوات الأخيرة دون استغلال من طرف المواطنين ببعض مناطق الولاية لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى. للإشارة فقد استفادت القطاع من اعتماد مالي يقدر ب4.5 مليار دج للربط بشبكة الغاز الطبيعي خلال البرنامج الخماسي الجاري لربط ما يصل إلى 24 ألف عائلة بهذه الطاقة الحيوية بالمناطق الريفية وشبه الحضرية، وهو ما من شأنه أن يرفع نسبة التغطية إلى 50 بالمائة في آفاق 2014 بتغطية ما يصل إلى 140 ألف عائلة بدلا من 110 ألف عائلة الحالية، كما سيتم بالتوازي مع هذه العملية الربط بشبكة الطاقة الكهربائية للمناطق غير الموصولة حاليا لرفع نسبة التغطية بهذه الطاقة إلى 95 بالمائة بميزانية تقدر ب1 مليار دج في آفاق 2014.