أبدى سكان حي «بن يمينة» المتواجدة ببلدية «بودواو» غرب بومرداس استياءهم وتذمرهم الشديدين إزاء الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها منذ مدة، وهذا دون أن يشهدوا أي نوع من التحركات من قبل السلطات المعنية، والتي برغم علمها بالمشاكل الكثيرة التي يواجهونها منذ سنوات، إلا أنها فضلت أن تلتزم الصمت إزاء الوضع لأسباب قال عنها السكان بشأنها أنها تبقى مجهولة. وقد أعرب سكان الحي المذكور عن استيائهم من الانعدام التام لضروريات الحياة الكريمة، ويأتي في مقدمتها انعدام المياه الصالحة للشرب، وهو ما يضطرهم إلى شراء صهاريج بأثمان باهظة غير أنها تبقى بعيدة على وجه العموم عن متناول كل العائلات القاطنة به، ذلك أن العائلات ذات الدخل الضعيف تلجأ إلى جلب المياه من الآبار رغم أنهم غالبا ما يصطدمون بتلوثها، ما يحول دون استغلالها في الشرب، هذا فضلا عن حالة الطرقات التي تتواجد في وضعية كارثية، خاصة في الأيام التي تعرف نزول قطرات قليلة من المطر، إذ تتحول الحفر بها إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل المشي فيها. هذا كما استاء هؤلاء السكان أيضا من غياب مختلف المرافق الضرورية، وفي هذا الصدد أكدوا أن الحي لا يتوفر على المرافق العمومية كمقاهي الأنترنات ودور الشباب وكذا القاعات الرياضية مع انعدام حدائق التسلية والساحات الخضراء، وهو الواقع الذي جعل الشريحة الشبانية تلجأ إلى التنقل حتى إلى البلديات المجاورة من أجل سد أوقات فراغهم الطويلة عوض التنقل بين مقهى وآخر، فيما وقع البعض الآخر ضحية مختلف الآفات بعد ولوجه عالم المخدرات ظنا منهم أن سبيلهم الوحيد لتناسي معاناتهم وروتين يومياتهم. وقد عبر عدد من التقيناهم بعين المكان عن تلك الظروف واصفين إياها ب"القاسية"، ما جعلهم يبدون رفضهم المطلق للتسيير الذي تشهده البلدية خاصة في شطره المتعلق بالمشاريع التنموية التي تشهد تأخرا كبيرا في مواعيد تسليمها، من أهمها مشروع تهيئة الطريق المؤدي إلى الحي الذي بدأت الأشغال به منذ زمن دون أن تعرف أي تدخل من قبل السلطات البلدية، وتبعا لكل ما سلف ذكره يناشد سكان حي «بن يمينة» المسؤولين المحليين إنصافهم وعلى رأسهم رئيس البلدية وكذا والي ولاية بومرداس، والسعي إلى التكفل الجدي بجملة النقائص التي حالت دون العيش الكريم لهم.