ولد محمد حسني مبارك ذات ماي من العام 1928 بقرية كفر المصلحية في محافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة. زاول تدريسه الجامعي بالكلية الحربية ليحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948، ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية، كما تلقى دراسات عليا في أكاديمية "فرونز" العسكرية في الاتحاد السوفياتي السابق. وفي نوفمبر عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد لقيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة جوان 1967. تدرج في سلم القيادة العسكرية؛ فعين عام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة؛ ثم عين رئيسا لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972. وفي العام 1973، اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر حيث بدأ الهجوم المصري على القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي. وهو ما سمح بترقيته في العام التالي للحرب إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975. وقد كان لمبارك دور أساسي أيضا في التفاوض مع إسرائيل حتى التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام التي وقعت عام 1979. ولما اغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر الأول 1981، تم تعيينه في 14 أكتوبر1981 رئيسا لجمهورية مصر العربية. وقد أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في استفتاءات شعبية كمرشح أوحد أعوام 1987، و1993 و1999. وفي العام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بتفوق كاسح على منافسيه. واعتبارا من 25 جانفي 2011 بدأ العد العكسي لسقوط الديكتاتور، حيث شهدت مصر سلسة تظاهرات حاشدة امتدت لأيام وبلغت أوجها في 28 جانفي الذي سمي بجمعة الغضب والذي انتهى بفرض حظر التجول ونزول الجيش إلى شوارع القاهرة وعدة مدن. ورغم أنه تحدث أكثر من مرة إلا أنه لم يشأ التخلي عن الرئاسة وأثبت أنه متحصل فعلا على دكتوراه في العناد كما وصف نفسه ذات يوم. وفي يوم الحسم الأكبر "11 فيفري" الذي سيسجله التاريخ لا محالة؛ أعلن نائبه عمر سليمان تخلي "الريس" عن منصبه وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد.