دعا الاتحاد العام الطلابي الحر، على لسان أمينه العام «مصطفى نواسة»، طلبة المدارس العليا والجامعات الذين لا يزالون في إضراب إلى توقيف حركتهم الاحتجاجية والعودة سريعا إلى مقاعد الدراسة، محذرا من شبح السنة البيضاء الذي بدأ يُخيم على الكثير من المؤسسات الجامعية، مطالبا وزارة التعليم العالي بالإسراع في اتخاذ التدابير الكفيلة بإقناع هؤلاء بعد أن وصف مطالبهم ب «المشروعة». أكد الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر، «مصطفى نواسة»، في تصريح للصحافيين أمس على هامش أشغال الندوة الدولية حول «الجامعة والشغل»، أن تنظيمه يدعم كافة المطالب المشروعة التي رفعها الطلبة المدارس العليا في الحركة الاحتجاجية التي شنوها منذ شهر ونصف في أعقاب صدور مرسوم 13 ديسمبر 2010 المتعلق بالتصنيف، مشيرا إلى أن ذلك لا يعطي مبرّرا للاستمرار في الإضراب كل هذا الوقت لأنه لا يخدم مصلحة الطلبة المحتجين. وقال «نواسة» إن طلبة المدارس العليا والمؤسسات الجامعات التي لا تزال في إضراب «مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتفكير في مستقبلهم برزانة»، ملمحا إلى أن بقاء الوضع على حاله يعني عدم استبعاد السنة البيضاء في ظل موقف الوزارة الوصية، التي دعاها بالمناسبة إلى الإسراع في اتخاذ «إجراءات ملموسة» تكفل عودة الهدوء من جديد إلى القطاع. وبعد أن أقرّ بأن الطلابي الحر لم ينتبه إلى ما جاء من تقصير في مرسوم 13 ديسمبر الماضي في حق طلبة النظام الكلاسيكي، أفاد المتحدّث بأنه يرفض ما أسماه «تلغيم الجامعة الجزائرية»، مشدّدا على أن الإضرابات المفتوحة «سوف لن تزيد سوى في تعكير الأجواء وتأزيم الوضع»، ملتزما بالعمل مع كافة الأطراف المعنية من أجل الخروج بالحلول الكفيلة بإنهاء هذا الإضراب. وفي سياق ردّه على سؤال يتعلق بمعارضة رفض طلبة المدارس العليا تدخل أي تنظيم طلابي في حركتهم، أورد «مصطفى نواسة» أن هذا الموقف لا يُعبّر عن كافة الطلبة المحتجين، ورغم ذلك استطرد يقول «نحن نحترم هذا الموقف، وهذا لا يمنعنا من التأكيد بأننا طرحنا مطالب إعادة الاعتبار لمسابقات الماجستير ومراجعة التصنيفات وكذا الممرات بين النظامين الكلاسيكي والجديد كونها كلها مشروعة». وبالعودة إلى مضمون الندوة الدولية التي نظمها أمس الاتحاد العام الطلابي الحر بكلية العلوم السياسية والإعلام، فإنها جاءت من أجل شرح التدابير الأخيرة التي خرج بها اجتماع مجلس الوزراء في 23 فيفري الماضي، وقد حرص فيها هذا التنظيم على إشراك عدد من القطاعات الوزارية من بينها وزارة العمل والتشغيل وكذا وزارتي التعليم العالي والتكوين المهني بالنظر إلى علاقتها المباشرة بعالم الشغل. وعلى هذا الأساس أعلن المسؤول الأول على الاتحاد العام الطلابي الحر، أنه تقرّر تنظيم حملة تحسيس واسعة على مستوى كافة المؤسسات الجامعية من أجل الترويج للإجراءات التحفيزية المتعلقة بالتشغيل، بالإضافة إلى التركيز على نشاطات جوارية تستهدف الشباب أصحاب المشاريع الذين حضر عدد منهم للحديث عن مشاريعهم الناجحة بعد حصولهم على دعم من الدولة. وقد أكد رئيس «جامعة الجزائر 3»، الدكتور «عبد الوهاب رزيق»، في كلمة الافتتاح أنه حرص على التوقيع على العديد من الاتفاقيات مع بعض المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة في سبيل تسهيل حصول المتخرجين من الجامعات على مناصب شغل، كما ركّز على أهمية تقديم التعليم النوعي الذي أوضح بشأنه «كلما كانت رفيعة كلّما سهّل على حملة الشهادات الجامعية الاندماج في سوق الشغل». ومن جهته أوضح «خير الدين إبراهيم»، المكلف بالتشغيل والإدماج بوزارة العمل، شرح التحفيزات التي تبنتها الحكومة في الأيام القليلة الماضية لمحاربة البطالة، مؤكدا أن هناك تدابير صارمة لمراقبة مدى تطبيق هذه الإجراءات ميداينا من أجل ضمان نجاعتها واستفادة من هم بحاجة إليها، مركّزا على أهمية تسهيل منح المشاريع على المستوى المحلي لفائدة الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة.