غليان في الإقامات الجامعية وتهديد بإضراب مفتوح أمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، عمداء الجامعات عبر الوطن، بتحضير تقارير مفصلة عن مشاكل القطاع، من أجل عرضها في اجتماع طارئ هذا الخميس بمقر الوزارة، وقرر ممثلو الطلبة من 8 مدارس عليا تصعيد الاحتجاج اليوم، فيما دعت تنسيقية 18 جامعة عبر الوطن للتهدئة. يسابق مدراء الأقسام وعمداء الجامعات الزمن، من أجل إعداد التقارير المفصلة حول المشاكل التي تعيشها الجامعة وانشغالات الطلبة وسبب انفجار الأوضاع والاحتجاجات. وأوضحت مصادر مسؤولة ل''الخبر''، بأن الاجتماع الذي سبقه فتح النقاش مع ممثلي الطلبة عن 18 جامعة تكتلت في شكل تنسيقية وطنية، سيتم فيه تحديد ''آليات مواجهة الاضطرابات والاحتجاجات خاصة فيما يتعلق بالمرسوم الصادر بتاريخ 15 ديسمبر 2010 المعدل والمحدد للشبكة الاستدلالية للمرتبات بالوظيف العمومي ونظام دفع الرواتب''. ويرتكز الانشغال على ضرورة ''إعادة الاعتبار للمتحصلين على شهادة مهندس دولة بالمدارس الوطنية والمكونين وفق النظام الكلاسيكي''. وتم الاتفاق، خلال الاجتماع المنعقد الاثنين، مع مدير دراسات التدرج بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على ضرورة ''تهدئة الأوضاع في أوساط الطلبة، وعدم تصعيد الاحتجاج''. وقدم المجتمعون، حسب ما أكده ل''الخبر'' الممثل الوطني للطلبة الطالب عميروش، قائمة المطالب التي ترتكز أساسا على إعادة الاعتبار لشهادة المهندس، مقارنة بنظام ''آل. آم. دي''. وفي مقابل ذلك، قرر طلبة 8 مدارس عليا، أمس، مواصلة الإضراب المفتوح وتصعيد الحركة الاحتجاجية بتنظيم اعتصام اليوم أمام مقر الوزارة ببن عكنون، للمطالبة برفع النقطة الاستدلالية لتخصص شهادة مهندس واحتجوا على تغيير تسمية شهادتهم بما يجعلهم معرضين لمشاكل أثناء الترشح لمناصب توظيف.وفي تصريحاتهم ل''الخبر'' تحدث رؤساء بعض التنظيمات الطلابية عن لقاء اليوم الذي يأتي، حسبهم، استجابة لطلب من الوزارة، لتقديم عرض مفصل عن مجمل المطالب التي دفعت بالطلبة إلى العودة إلى خيار الاحتجاج. فحسب ما جاء على لسان الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر مصطفى نواسة، فإن احتجاجات الطلبة الأخيرة مشروعة حول رفضهم تصنيف المهندسين الذين درسوا 5 سنوات في الجامعة في نفس مرتبة حاملي شهادة الليسانس بنظام ''آل. آم. دي'' الذين يدرسون ثلاث سنوات فقط، مؤكدا على تبني احتجاجهم وسيدافعون عن العدول عن هذا القرار بشدة خلال لقاء اليوم، وإلا، حسبه، ستتسع دائرة التوتر أكثر إلى ما لا تحمد عقباه. كما سيتطرق الاتحاد، يضيف نواسة، إلى حالة الاحتقان التي تعيشها المدارس التحضيرية، وهي النقطة التي سبق وكانت على رأس المطالب خلال اللقاءات السابقة للاتحاد مع وزارة التعليم العالي نظرا للاحتجاجات المتواصلة لطلبة هذه الأخيرة. وهنا طالب المسؤول ذاته بضرورة إعادة النظر في هذه المدارس، خاصة أن هذه السنة تعد تقييمية، مشيرا إلى ارتفاع عدد الراسبين بها لعدة أسباب منها الحجم الساعي، لغة التدريس، البرنامج الزمني وغيرها من الأسباب التي حالت دون وصولها إلى الأهداف التي وجدت من أجلها. ووصلت الوزارة عدة تقارير واحتجاجات من التنظيمات الطلابية، حيث احتج الاتحاد العام الطلابي الحر ضد الأوضاع المزرية التي يعيشها الطلبة المقيمون بالإقامة الجامعية بوراوي عمار بالحراش في الجزائر العاصمة.واستنكر البيان الصادر عن الاتحاد، الذي تلقت ''الخبر'' نسخة منه، الفساد الذي انتشر في هذه الإقامة الجامعية بداية من وضعية الغرف والأجنحة مرورا بتدني وجبات المطعم الذي وصلت الأمور فيه إلى درجة تقديم دجاج لم ينزع منه الريش. وأكد الاتحاد الطلابي الحر أنه دعا إلى فتح تحقيق في عدة مشاريع وهمية واختلاسات بالملايين منها مشروع اقتناء أجهزة كمبيوتر، الذي خصص له مبلغ 100 مليون سنتم غير أنه لا يوجد حاليا سوى 18 كمبيوترا مخصصا ل 2500 طالب، إضافة إلى البناء المغشوش لمرشات الأجنحة في الإقامة.