قدر مسؤول بمديرية الرّي بولاية الشلف نسبة العجز في التزود بالمياه الصالحة للشرب بالولاية بأكثر من 47ألف و600متر مكعب في اليوم، رغم أن إنتاج الولاية العام يقدر ب120ألف متر مكعب وبحجم توزيع يقدر ب100ألف متر مكعب، والتي تتشكل في معظمها من المياه الجوفية التي تقدر بأزيد من 77 ألف متر مكعب في اليوم مقابل 40664 متر مكعب للمياه السطحية، بسبب نقص الهياكل الضرورية لتخزين هذه المياه في السدود والمجمعات المائية. راسلت، مؤخرا، مصالح مديرية الرّي لولاية الشلف وزارة الموارد المائية بغرض الحصول على حصة معتبرة من المياه الموجهة للسقي من سديّ «سيدي يعقوب» و«وادي الفضة» بما لا يقل عن 50 مليون متر مكعب لسقي ما يصل إلى أكثر من5آلاف من بساتين الحمضيات المشهورة بالولاية، والتي تتطلب ما لا يقل عن 600 متر مكعب في السنة، حيث من المنتظر أن تنطلق عملية السقي منتصف الشهر القادم على أقصى تقدير، وذلك بعد الارتفاع الذي سجلته سدود الولاية في انتظار اقتطاعات أخرى لاحقة تبعا لوضعية مخزون السدود التي تتوفر عليها الولاية. وحسب رئيس مصلحة المياه الصالحة للشرب، فإن الاحتياجات تقدر ب168متر مكعب في اليوم للفرد الواحد، بالنظر إلى ارتفاع عدد سكان الولاية الذي يفوق حاليا المليون نسمة، مضيفا أن مصلحته تعول على مشروع محطة تحلية مياه البحر بمنطقة «ماينيس» غرب مدينة «تنس»، والتي ستنتج مستقبلا ما يصل إلى 200 ألف متر مكعب في اليوم، وهو ما من شأنه أن يسمح بتقليص نسبة العجز المسجلة حاليا، علاوة على مساهمتها في رفع حصة الفرد الواحد من المياه الصالحة للشرب إلى 200 لتر في اليوم، حيث أن مدينة الشلف تتزود حاليا من المياه السطحية عبر سد «سيدي يعقوب» الواقع بدائرة «أولاد بن عبد القادر»، بالإضافة إلى المياه الجوفية المخزنة ببعض الآبار التي تبقى غير كافية خاصة مع ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الصيف خصوصا، هذا علاوة على أن حرصهم على إنشاء رواق الشلف «تنس- القلتة» والذي يمون ما يصل إلى 13بلدية من الجهة الشمالية للولاية بالمياه الصالحة للشرب عبر القناة الرئيسية الممتدة على طول 60 كيلومترا وسيعزز هذه المشروع الحيوي من قدرات شبكة التوزيع بالولاية، إذ سيتم تحويل جزء من مياه سد «سيدي يعقوب» المستغل حاليا في مياه الشرب إلى القطاع الفلاحي عبر تخصيص حصص من مياه السد لسقي المحيطات المزروعة القريبة. وبالموازاة مع هذه المشاريع الضخمة، يجري حاليا الإعداد لدراسة تتعلق بتجديد شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بمدينة الشلف، والتي تشكو حاليا تردي وضعية الشبكة، حيث تكثر العديد من النقط السوداء عبر أحياء البلدية من خلال تسربات المياه وتدفقها خارج الطرقات، فضلا عن عدم صلاحية بعض قنوات التوزيع حاليا، وحسب مسؤول مصلحة المياه الصالحة للشرب بمديرية الرّي فإن مشروع تجديد هذه الشبكة الذي تشرف عليه مؤسسة «الجزائرية للمياه» قد أوكل إلى مكتب دراسات أجنبي يسمى «كوبا»، وتم الانتهاء منها وتقديمها لأجل المصادقة عليه إلى لجنة الصفقات العمومية التي وافقت عليها مع دفتر الشروط المتضمن لمشروع تجديد هذه الشبكة، فيما لم تبق سوى بعض الإجراءات الإدارية المتعلقة بالإعلان عن المناقصة سواء وطنيا أو دوليا لاختيار المقاولة المؤهلة لمثل هذه المشاريع الكبرى، حيث تم تقسيم المشروع إلى 3شرائح، إذ ستشمل الشريحة الأولى مركز المدينة وبعض الأحياء البناءات الجاهزة، وتهيئة مضختين بحي «عروج» و«الحسنية» لإعادة الضخ من سد «سيدي يعقوب» وتشمل الشريحة الثانية تهيئة وتجديد شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب الأحياء القريبة من مركز المدينة، على أن تشمل الشريحة الثالثة والأخيرة باقي أحياء مدينة الشلف، وقدر ذات المسؤول الغلاف المالي لذات العملية بما يفوق ال300مليار سنتيم، على اعتبار أن توسع مدينة الشلف أفقي، الأمر الذي سيزيد من تمديد كبير لقنوات التوزيع. للإشارة، فإن نسبة الربط بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بالولاية تقدر ب88 بالمائة، فيما وصلت نسبة الاكتفاء من هذه المادة الأساسية إلى ال70 بالمائة، تأتي في معظمها من المياه الجوفية في ظل تسجيل غياب منشآت فنية كافية قادرة على استيعاب كمية المياه المخزنة عبر تراب الولاية.