عرفت ولاية غليزان خلال العشرية الأخيرة تجسيد العديد من العمليات الرامية إلى ترقية وتوسيع الري الفلاحي بهذه المنطقة التي لها قدرات معتبرة في زراعة الحبوب والخضر والأشجار المثمرة. وأوضحت مديرية الري بالولاية أن المشاريع المنجزة سمحت بإعادة تجديد وتجهيز قنوات الري المهترئة بالمحيطات المسقية بكل من ''واد ارهيو'' وغليزان، وذلك على مساحة إجمالية تفوق 24 ألف هكتار منها أزيد من 16 ألف هكتار بمنطقة غليزان لوحدها. وبفضل هذه التجهيزات أضحى بالإمكان تفادي التسربات وتخصيص كميات معتبرة للأراضي الفلاحية المستقية، وذلك بمعدل 40 مليون متر مكعب في السنة وهي الكمية التي يمكن مضاعفتها في حالة توفر الموارد المائية الكافية بالسدود والآبار الموجهة للري الفلاحي حسب مسؤولي مديرية الري. ويعتمد الري الفلاحي بولاية غليزان على ثلاثة سدود وهي سد ''سيدي امحمد بن عودة'' الذي تبلغ طاقته 153 مليون متر مكعب المتوفر حاليا على حوالي 91 مليون متر مكعب و''سد قرقار'' بطاقة استيعاب 358 مليون متر مكعب والذي يختزن حاليا 161 مليون متر مكعب، وسد ''مرجة سيدي عابد'' بطاقة 50 مليون متر مكعب الذي لم يعد يختزن سوى 3 ملايين متر مكعب بسبب التوحل. وقد مكن سد ''سيدي محمد بن عودة'' خلال الموسم الفلاحي 2008 - 2009 من سقي حوالي 5 آلاف هكتار بمحيط ''مينا'' بحجم أكثر من 26 مليون متر مكعب و''سد مرجة سيدي عابد'' حوالي ألفين هكتار وذلك لفائدة محيط الشلف السفلي. غير أنه تم التوقف عن السقي انطلاقا من هذا السد مع بداية أوت بسبب التوحل، وتم تعويض الكمية المتبقية المقدرة ب6 ملايين متر مكعب من سد ''قرقار'' الذي تخصص منه مياه لحاجيات الشرب لمستغانم ووهران وأرزيو بما يعادل 80 ألف متر مكعب في اليوم. وإلى جانب مياه السدود تساهم مياه الآبار والمياه الضائعة (خارج الحصة التي تقرها وزارة الموارد المائية) في سقي حوالي 800 هكتار مع العلم أن الري الفلاحي يشمل الحمضيات وأشجار الزيتون (حوالي 2000 هكتار من ضمن 6300 هكتار) والأشجار المثمرة والخضروات لاسيما زراعة القرنون التي تسقى على مساحة حوالي 300 هكتار. .. ومديرية الري تأمل في حصة إضافية بحجم 8 ملايين متر مكعب ولترقية عمليات السقي الفلاحي انطلقت خلال هذه السنة عملية إعادة الاعتبار للحوض القناتي لسقي محيط مينا بغليزان وتوسيع وإعادة تهيئة سهل شلف السفلي. للإشارة فإن هذا الحوض الذي هو بحجم 120 ألف متر مكعب وطول 1500 متر ويعتبر أهم منشأة في توزيع وتنظيم مياه السقي لعدة مناطق بمحيط مينا بمجموع 5300 هكتار يوجد في حالة جد متدهورة. وأبرزت مديرية الري أن عملية إعادة الاعتبار تشمل إنجاز قناة من الخرسانة المسلحة على طول 1400 متر ووضع التجهيزات الميكانيكية وأشغال أخرى. وإلى جانب ذلك وبغية حشد الموارد المائية السطحية للري الفلاحي تم خلال هذه السنة إنجاز سد صغير ببلدية ''يلل'' بطاقة 640 ألف متر مكعب لسقي حوالي 200 هكتار ببلديات ''القلعة ''و''سيدي سعادة'' و''يلل''.وتأمل مديرية الري بالولاية في موافقة الوزارة الوصية على الحصول خلال الموسم الفلاحي 2009 - 2010 على حصة إضافية سنوية بحجم 8 ملايين متر مكعب من المياه وذلك في إطار الري التكميلي يخصص 5 ملايين منها لغليزان و البقية ل ''واد ارهيو'' قصد توسيع المساحات المسقية. وتجدر الإشارة إلى أن ولاية غليزان تتوفر على حوالي 40 ألف هكتار قابلة للسقي منها أزيد من 31700 هكتار مجهزة غير أنه لا يتم سقي سوى ثلث المساحة المجهزة.