أبدى الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين «الحاج الطاهر بولنوار» قلقه بسبب تراجع نشاط تجار الذهب القانونيين مقابل ارتفاع عدد نقاط بيع الذهب بطريقة غير قانونية، حيث تشير الإحصائيات، حسب ذات المتحدث، إلى ارتفاع هذه الأخيرة إلى ما يقارب خمسين سوقا على المستوى الوطني، خاصة بالولايات ذات الكثافة السكانية والتي يعرف بها نشاط تجارة الذهب انتعاشا ملحوظا على غرار ولايا ت وهران العاصمة وعنابة. بالمقابل، أكد «بولنوار» في اتصال ل «الأيام» أن توجّه الزبائن نحو الأسواق السوداء للذهب قد ارتفع بشكل ملفت للانتباه خاصة مع موجة الغلاء التي تعرفها هذه المادة منذ قرابة ثلاث سنوات، حيث وصل إلى عتبة 4 آلاف دينار مقابل 3 آلاف دينار بالسوق السوداء، في حين بلغ 5 آلاف دينار لدى التجار القانونيين، وفي هذا السياق أكد ذات المتحدث أن السوق الموازية، في مادة الذهب، تشهد انتعاشا قياسيا هذه الأيام، بعد تزايد زبائنها، ودخول العملة الصعبة سوق المنافسة لاقتناء المجوهرات ومختلف أنواع الصياغة، حيث يُعرف ذهب الجزائر عالميا بجودته، مما فتح الأبواب نحو تهريبه خارج الوطن لاسيما إلى دبي بالإمارات العربية المتحدو، المنطقة الحرة التي تجلب عملات الأورو والدولار للجزائريين، حيث تسببت هذه الوضعية في تهديد استمرار نشاط 60 بالمائة تجار الذهب القانونيين. وفي سياق آخر كشف «بولنوار» أن غياب الرقابة بالأسواق الموازية تسبب في ارتفاع الغش عن طريق خلط الذهب المعروف خاصة بالأسواق الموازية مع مادة النحاس، فيما لجأ البعض إلى استعمال مواد أخرى لتفادي تفطن الزبائن بسبب مرونة المادة التي صنعت منها مما يسهل عملية الخلط دون حدوث أي تصلب لمادة الذهب، مشيرا إلى أن 50 بالمائة من الذهب المتداول بالسوق السوداء مغشوش. وستستمر أسعار الذهب في الارتفاع طيلة السنتين القادمتين بالموازاة مع تراجع الدولار الأمريكي بسبب حالات التضخم التي شهدتها معظم الدول الصناعية، حيث يمثل السعر المتداول حاليا حوالي 50 بالمائة من الأسعار التي شهدتها سوق الذهب على مدار السنتين أو الثلاث سنوات الماضية لتعرف بعدها الأسعار استقرارا محسوسا بعد عودة الأوضاع الاقتصادية إلى التحسن على المستوى العالمي. وقد عرفت أسعار الذهب في الأسواق الجزائرية خاصة الموازية سلسلة من الارتفاعات المتتالية خلال مدة زمنية قصيرة مقارنة بتضاعف السعر منذ بداية الصيف الفارط أين كان يقدر سعر الغرام الواحد بحوالي 2500 و2700 دينار في الأسواق الموازية كسوق وادي كنيس بحي العناصر، وما بين 3400 و3600 دينار بالمحلات، في حين بلغ سعر الذهب الأبيض 3800 دينار، ويرجع سبب هذا الارتفاع إلى التهاب الأسعار بالسوق الدولية التي شهدت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بالبورصة العالمية.