كشف الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، أن 30 بالمائة من الذهب المتداول في السوق الوطنية مغشوش، ليحذر على هذا الأساس المواطنين من إمكانية تعرضهم للتدليس لدى إقبالهم على شراء الذهب على مستوى السوق الموازية·وأوضح المتحدث أمس في اتصال مع ''البلاد'' أن تداول الذهب المقلد ارتفع بشكل ملفت على خلفية انتعاش تداوله في السوق الموازية، خارج الأطر القانونية التي توفر الحماية لكل من البائع والمشتري على حد سواء، مؤكدا أن حوالي 70 بالمائة من المبادلات تتم خارج المنظومة التجارية الشرعية، وهو الأمر الذي يؤثر على قيمة مداخيل الخزينة العمومية المرتبطة باستيفاء الحقوق الجبائية والرسوم على النشاطات التجارية·وأرجع ممثل اتحاد التجار والحرفيين إقبال المواطنين على شراء الذهب من السوق السوداء إلى الأسعار التي يتم التعامل على أساسها في تلك الفضاءات، والتي عادة ما يكون الفرق بينها وبين سعر الذهب في المحالات النظامية كبيرا، نتيجة لارتفاع الأسعار بالنسبة لهذه الأخيرة، ليضيف أن السبب يرجع بالمقام الأول إلى ارتفاع قيمة الضرائب على هذه الفئة من التجار لاسيما الرسم على القيمة المضافة التي تقدر ب 17 بالمائة، وهي النسبة التي دعا الاتحاد السلطات العمومية في العديد من المناسبات إلى ضرورة مراجعتها، ضمن إطار القضاء على أسباب انتشار ظاهرة الأسواق الموازية وانعكاساتها على الاقتصاد الوطني·وأضاف حاج الطاهر بولنوار بالموازاة مع ذلك أن تذبذب سعر الذهب في البورصات العالمية في الآونة الأخيرة، أثر كذلك على الأسعار المتعامل بها في السوق الوطنية لترتفع ما بين 12 إلى 15 بالمائة لدى تجار الذهب النظاميين، في حين لم تتأثر بشكل مباشر الأسعار في السوق السوداء على اعتبار أنها تمول أساسا عن طريق النشاطات غير الشرعية المرتبطة بالتهريب عبر الحدود البرية للوطن، لاسيما بعد ظهور شبكات جديدة تنشط على مستوى الحدود الجنوبية · وتبعا لذلك فقد تحوّل أغلب تجار الذهب إلى عرض المقلد منه أو ''البلاكيور'' في واجهات محلاتهم لدرجة أنه بات من الصعب على غير المختص التمييز بين الحلي الذهبية والمقلدة، ويصل سعر بعض هذه الحلي المقلدة إلى 8 آلاف دينار، في حين يكشف بعض التجار أن بعض باعة المجوهرات وتجار الذهب يرغبون حاليا في الذهب المقلد أكثر من رغبتهم في الحقيقي بسبب الأرباح التي يحصلون عليها من وراء بيع الحلي المقلدة، وأيضا لارتفاع سعر الذهب وعزوف الزبائن عن اقتنائه، إذ لم ينخفض سعر الغرام الواحد من الذهب المصنوع الذي يقدر ب 3600 دينار و2900 دينار للذهب المستعمل ''الكاسي''·