بومرداس / حماية التراث الثقافي مسؤولية الجميع شدّد المشاركون في فعاليات تظاهرة شهر التّراث ببومرداس على أهمية العمل التّحسيسي والإعلامي اتجاه المجتمع المدني والحركة الجمعوية للمساهمة في حماية وتثمين التراث الثقافي. ودعا متدخلون في افتتاح الأبواب المفتوحة في اليوم الثاني من التظاهرة بدار الثقافة ببومرداس إلى ضرورة إيلاء أهمية قصوى لعملية التحسيس والإعلام وتجنيد مختلف الوسائل والوسائط الإعلامية والتنسيق الفعّال مع مختلف الفاعلين ميدانيا في تحقيق أكبر قدر من الأهداف المسطرة. ويندرج تنظيم هذه التظاهرة التي ستتواصل على مدار شهر كامل حسب مدير الثقافة بالنيابة السيد حميد حميدو في إطار تحقيق هذا المسعى حيث تم برمجة عدد كبير من النشاطات الجوارية تشمل عدد كبير من بلديات والمناطق النائية عبر تراب الولاية. ومن بين أبرز النشاطات التي يتضمنها برنامج تظاهرة شهر التراث تنظيم يوم دراسي حول العلامة "سيدي عبد الرحمن الثعالبي اليسري" ولقاء آخر بالتنسيق مع قطاع التكوين المهني حول "إمكانيات توفير اليد العاملة المتخصصة في ترميم التراث الثقافي" وأيام تحسيسية حول "التراث الثقافي ودواعي حمايته" بكل من بلديات برج منايل والناصرية وبغلية وبودواو وخميس الخشنة والثنية. ويشمل البرنامج المسطر لهذه المناسبة أيضا تنظيم يوم تحسيسي مرفوق بزيارة ميدانية لتلاميذ المدارس ومنشطي الجمعيات إلى القطاع المحفوظ بقصبة دلس العتيقة وزيارة أخرى إلى المتحف الوطني للآثار القديمة بالجزائر العاصمة. أدرار/ خيمة الشّعر الشعبي تصنع الحدث الثقافي تتواصل بأدرار فعاليات الخيمة الوطنية الثانية للشّعر الشعبي التي بادرت إلى تنظيمها مديرية الثقافة في إطار الاحتفال بشهر التراث ( 18 أفريل 18 ماي 2011). وبالمناسبة أبرز الدكتور بورايو عبد الحميد أستاذ الأدب الشعبي بجامعة الجزائر في مداخلة له تحمل عنوان "حركة العناية بالشعر الشعبي في الجزائر" أهمية تنظيم مثل هذه المواعيد الثقافية لإحياء التراث الشعبي و التي تعتبر فضاء ملائما للمهتمين بالشعر والمبدعين و النقاد من أجل التطرق إلى القضايا ذات الصلة بالشعر الشعبي وبحث سبل "المحافظة على هذا التراث اللامادي باعتباره رصيدا ثقافيا وطنيا أصيلا". وأكّد المتدخل في نفس السياق أن الشعر الشعبي " لا يزال يشكل أحد ركائز التراث الثقافي الوطني" و"قد أثبت تكيفه مع كل مستجدات العصر " و" تمكن من معالجة مختلف مواضيع الحياة اليومية للمجتمع الجزائري". كما استعرض الأستاذ بورايو في مساهمته مراحل تطور وواقع الشّعر الشعبي في الجزائر مبرزا أيضا "ضرورة تنويع مضامين" هذا اللون من التراث الثقافي. وبدورهما نشط كل من الشاعرين مسعودي بشير من بلدية أولف بأدرار وقاسم شيخاوي من ولاية تيسمسيلت ضمن هذه الخيمة الشعرية إلى جانب كوكبة أخرى من الشّعراء جلسة شعرية تميزت بإلقاء آخر ما جادت به ملكاتهم والتي تناولوا فيها قضايا اجتماعية مختلفة ولقيت تجاوبا واسعا من قبل الجمهور والمتذوقين لهذا اللون من التراث الثقافي. قسنطينة/ رحلة نحو عصور سيرتا حظي المواطنون القسنطينيون الذين حضروا بقصر الباي العتيق فعاليات افتتاح تظاهرة شهر التّراث بدعوة إلى رحلة نحو عصور سيرتا المجيدة على جناح خيال مفعم برائحة التحضر العريق والحسّ الجمالي الرّفيع ليوميات مدينة كانت ولم تزل. ومكن الحفل الحاضرين من السفر عبر الزمن داخل قصر "أحمد باي" الفاخر الذي استثني ببعض الأعمال الفنية ذات الدقة الكبيرة التي استدعت مزيدا من الخبرات والمواهب في مجال فنّ إعادة التأهيل مما سمح للقصر باستعادة مجده السابق. وبمناسبة فعاليات إحياء شهر التراث شرعت الجهات الفاعلة في مجال الأنشطة الثقافية والمتاحف على غرار ولاية قسنطينة ومديرية الثقافة والمتحف الوطني لسيرتا العريق إلى جانب عديد الجمعيات في برنامج متنوع مكثف بالنشاطات والمعارض المختلفة. وفي هذا السياق تمكنت مديرية المتحف بمساعدة جمعية أصدقاء متحف سيرتا من تشكيل وتمثيل العادات والتقاليد اليومية لسكان قسنطينة في عهد الباي. وقد أعجب المواطنون والوفد الرسمي الذي أشرف على الافتتاح الرمزي لشهر التراث الذي يحمل هذه السنة شعار "التّراث والمجتمع الجواري" بطقوس "قهوة العصر". خنشلة/ دعوة إلى إنشاء بنك معلومات حول التراث دعا مهتمّون بالتاريخ والتراث بخنشلة إلى ضرورة إنشاء بنك معلومات حول التّراث وتدوينه وتسجيله باعتباره يمثل ذاكرة تاريخية وثقافية يستدعي الحفاظ عليه وحمايته لاسيما بالنسبة للتراث غير المادي الذي يمثل موروث مهما للمعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية المختلفة. وفي هذا السياق اعتبر الأستاذان قليل صالح والعمد عزيز من معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية للمركز الجامعي عباس لغرور بخنشلة خلال تنشيطهما مائدة مستديرة بالمتحف الولائي بمناسبة افتتاح فعاليات إحياء شهر التراث أنّ التراث بشقيه المادي واللامادي يمثل كل ما هو منقول من جيل بعد جيل إلا أن الأول بقي ثابتا في مكانه رغم تغير الأزمنة وتعاقب الحضارات فيما يعد الثاني مخزونا في الذاكرة الشّفوية كالفنون والعادات والتقاليد والأمثال والحكم والشّعر وغيره ويتناقله الخلف من السلف عبر الأزمنة. ويرى منشطو هذا اللقاء أنّ التراث اللامادي يستدعي في خضم التطور الثقافي ووسائل السمعي البصري ضرورة تدوينه وكتابته عكس المعالم والآثار التاريخية التي تظل قائمة وشاهدة على كل حقبة تاريخية في الزمان والمكان وتتطلب في الكثير من الأحيان أشغال تهيئة وترميم. وخلصت التّدخلات إلى وجوب حماية التراث برمته و إبرازه والتعريف به لما يمثله من مصادر للتنوع الثقافي والحضاري . جمعها: زهير أحمد/ حسام الدين مرابطي