اعتبر رئيس الحكومة الأسبق «سيد احمد غزالي» مسعى المشاورات السياسية حول الإصلاحات التي باشرتها السلطة مع الأحزاب والشخصيات الوطنية مؤخرا «غير موثوقة» لأنها –حسبه - تنطلق من فكرة أن الوضع سيئ بسبب القوانين، التي قال إنها لا تحتاج للتغيير بل للتطبيق، وفي هذا الصدد دعا «غزالي» إلى «تغيير للنظام بوعي وبشكل منظم ومرتب»، مؤكدا أن «المصالحة الحقة التي يحتاج إليها الجزائريون يجب أن تتم بين الشعب والسلطة»، وأن الديمقراطية «لا تتحقق بمراسيم أو أوامر». قال «سيد احمد غزالي»، الذي نزل أمس ضيفا على القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، إن مسعى المشاورات السياسية «خاطئ»، معتبرا المشاورات الجارية حاليا «غير موثوقة بما أنها تنطلق من فكرة أن الوضع سيئ بسبب القانون»، مضيفا أن «القوانين لا تحتاج للتغيير بل للتطبيق»، وفي ذات السياق أوضح «غزالي» أن القوانين الجزائرية «ليست سيئة لكنها تحتاج أولا للالتزام بها وتطبيقها»، مؤكدا أن «مواجهة التحديات لا تكمن في تغيير القوانين»، وقال «إذا كانت الأمور لا تسير كما ينبغي فإن ذلك يعود لعدم تطبيق القوانين»، مشيرا إلى أن التشخيص لم «يتم طرحه بشكل جيد». وفي سياق ذي صلة ذكر «غزالي» بأن كل ما تم اقتراحه في إطار الإصلاحات تم طرحه منذ 1989 عقب أحداث أكتوبر الأليمة «عندما اقترحت السلطة وهي نفسها إصلاحات لاسيما التعددية السياسية وحرية التعبير»، مضيفا أن «الشعب الجزائري كان قد صوت لصالح الدستور ذي الصلة»، كما اعتبر أنه «عندما تقترح السلطة تغيير قانون الأحزاب السياسية فإن ذلك يدل على ضعف مصداقيتها بسبب عدم الالتزام بالقانون الحالي»، مذكرا بأن حزبه «المعتمد» بموجب القانون «محظور» من طرف الحكومة، وقال في هذا الشأن «إذا كان صناع القوانين هم أول من يتجاهلها فلا يمكن التهرب من النتائج أي الفوضى». وحسب وجهة نظر «غزالي» فإن التغيير يقوم على «تحليل صحيح» للمشاكل الحقيقية، ويتعلق الأمر، على حد قوله، ب«سد الفجوة الموجودة بين الشعب والسلطة»، معتبرا أن المصالحة الحقة التي يحتاج إليها الجزائريون يجب أن تتم بين الشعب والسلطة، وفي هذا الصدد دعا «غزالي» إلى تغيير للنظام «بوعي وبشكل منظم ومرتب»، مؤكدا أن الديمقراطية «لا تتحقق بمراسيم أو أوامر»، وأضاف «نظامنا جامد وإن استمر في رفض التغيير في الوقت الذي لديه خيار فإن التغيير سيفرضه في النهاية الشارع أو الخارج»، مؤكدا أن «التغيير الذي سيفرضه الشارع ليس مضمونا». وقال «غزالي» أنه من واجبه أن يعطي رأيه حول الوضع بما أنه شخصية معروفة لأن الأمر يتعلق بمصير الوطن والشعب، ويذكر أن هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية استقبلت أول أمس «سيد احمد غزالي» بصفته شخصية سياسية وطنية.