نفى مدير السكن لولاية الجزائر «محمد إسماعيل» وجود سكنات شاغرة لم يتم توزيعها بولاية الجزائر، مشيرا إلى أن عمليات إعادة الإسكان التي جرت بالولاية في الأشهر الماضية مست محاور عدة ولم تشمل سكان البيوت الفوضوية فحسب. أوضح «محمد اسماعيل»، في حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية، أنه لا توجد سكنات في ولاية الجزائر منتهية وغير موزعة، مُشددا على أن عمليات إعادة الإسكان التي أجرتها ولاية الجزائر في 2010 مسّت عدة محاور أهمها محور القضاء على البيوت القصديرية عبر 34 موقعا كان موجودا في قلب العاصمة ومسّت أيضا العائلات التي كانت تقطن بالشاليهات منذ زلزال بومرداس سنة 2003 على مستوى 14 موقعا، كما شملت هذه العمليات أكثر من 10 آلاف عائلة كانت تقطن بالبيوت القصديرية والشاليهات والبيوت القديمة وفي المقابر وعلى أراضي خصصت لإنجاز مشاريع كبرى. وأضاف المسؤول أن هذه العمليات التي غيّرت مجرى حياة عدد من العائلات التي لطالما عانت من قساوة العيش في البيوت الهشة والضيقة، ساهمت في بعث الأمل في عائلات أخرى لا تزال تنتظر دورها خصوصا تلك العائلات التي أودعت ملفات للحصول على صيغة السكنات الاجتماعية منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى أن الهدف من وراء ذلك هو تحسين الوجه العمراني للعاصمة من خلال القضاء على التجمعات السكنية التي انتشرت بصفة عشوائية في العاصمة، خصوصا في السنوات الأخيرة. وأعلن «إسماعيل» أن السنة الجارية ستعرف عمليات إعادة إسكان ستمس أزيد من 5 آلاف عائلة على مستوى العاصمة، وكان والي الجزائر «محمد كبير عدو» قد كشف مؤخرا أنه سيتم إجراء عمليتين كبيرتين لإعادة الإسكان قبل نهاية السنة الجارية ولم يتم تحديد المستفيدين منها بعد. وأمام هذا الوضع وجد عدد من المواطنين الذين أودعوا ملفاتهم للحصول على سكنات اجتماعية أنفسهم مغيبين عن قوائم الاستفادة من السكنات بينما استفاد آخرون يرونهم غير مؤهلين للاستفادة من هذه السكنات بمجرد أنهم عاشوا في سكنات فوضوية تشوه وجه العاصمة. وفي هذا الإطار عبر سليم (40 سنة) مولود بحي المدنية عن تذمره من عمليات الترحيل التي تطال سكان الأحياء الفوضوية دون سواهم، مشيرا إلى أن عائلته المتكونة من 8 أفراد أودعت ملفا منذ 22 سنة للحصول على سكن اجتماعي يخفف عنهم العذاب الذي يعيشونه في مسكنهم الضيق. واتفق عدد كبير من المواطنين الذين يضربون موعدا مع بعضهم بعضا عند عتبات مكاتب رؤساء البلديات في كل أيام الاستقبال على أن ملفات السكنات الاجتماعية تتم معالجتها بوتيرة بطيئة، مما يخلق لدى العائلات التي هي في أمسّ الحاجة إليها نوعا من اليأس الذي يدفعهم إلى التفكير في استعمال وسائل أخرى مثل إنجاز السكنات بشكل فوضوي. وبخصوص ملف السكنات الاجتماعية التي يجري حاليا توزيعها في عدة بلديات، أكد عدة مسؤولين بولاية الجزائر أن ملف السكنات الاجتماعية محور آخر يسير وفق نظام الحصص، كما أجمعوا على أنه يخص كل بلدية على حدى ورفضوا التطرق إليه. وللإشارة فإن أول عملية إعادة إسكان انطلقت في 14 مارس 2010 حيث مست في شطرها الأول 205 عائلات كانت قاطنة بحي ديار الشمس بالمدنية وهو الحي الذي يضم خمس عمارات تتشكل معظم سكناتها من غرفة واحدة تم ترحيل هذه العائلات إلى سكنات جديدة بحي تيقصراين، وشمل الشطر الثاني من العملية عددا آخر من سكان ديار الشمس، حيث تم ترحيل 307 عائلة إلى سكنات لائقة بحي جنان السفاري ببلدية بئر خادم. أما المراحل الثالثة والرابعة والخامسة من عملية إعادة الإسكان التي باشرتها ولاية الجزائر، فاقتصرت على الحي القصديري «دودو مختار» الواقع بأعالي حيدرة، حيث مس الشق الأول 295 عائلة والثاني 186 عائلة والثالث 307 عائلات تم ترحيلها كلها إلى حي 1310 مسكن ببلدية تسالة المرجة، واستمرت عملية إعادة الإسكان بالوتيرة نفسها لتشمل 197 عائلة كانت تقطن حي الزعاطشة الذي يعد أقدم حي قصديري بالعاصمة تم إنجازه منذ 1958 وتم ترحيل سكانه إلى عدة أحياء على غرار تسالة المرجة وجنان السفاري وبئر خادم وعين البنيان وسويدانية وبرج البحري، وتبعتها عملية إعادة إسكان في شهر جويلية 2010 تميزت بوتيرة متسارعة شملت 1049 عائلة من بينها 39 عائلة كانت تقطن ببئر مراد رايس على مقربة من حي عدل وكذا 316 عائلة من حي ديار الكاف و كذا 195 عائلة من حي فونتان فراش و229 عائلة من واد قريش بالإضافة إلى 270 عائلة من حي الجزيرة بباب الزوار. كما عرفت بلدية الشراقة من جهتها ترحيل 65 عائلة كانت تقطن ببيوت قصديرية على مستوى مزرعة «نزالي» وكذا مزرعة «فلاماند» إلى سكنات جديدة بكل من بئر توتة وسويدانية، وقد استقبل حي 1680 مسكن ببئر توتة خلال شهر سبتمبر الماضي 14 عائلة كانت تقطن بملعب 20 أوت ببلوزداد ليستقبل ذات الحي وخلال الفترة نفسها 118 عائلة كانت تقطن بيوتا قصديرية بكل من دار الغولة ولالاهم بالقصبة، وكانت 101 عائلة من حي علوي القصديري بالمدنية هي الأخرى على موعد مع عملية إعادة الإسكان خلال شهر سبتمبر، حيث تم ترحيلها إلى حي 1680 مسكن ببئر توتة. وبخصوص سكان الشاليهات استهلت عمليات إعادة الإسكان بالعائلات التي كانت تقطن شاليهات برج البحري والبالغ عددها 465 عائلة تم ترحيلها إلى سكنات جديدة بكل من بئر توتة وجسر قسنطينة، وشهد شهر ديسمبر الماضي ثلاث عمليات إعادة إسكان من بينها إعادة إسكان 579 عائلة كانت تقطن بشاليهات حي علي عمران ببرج الكيفان وتلتها عملية إعادة إسكان 520 عائلة من حي ديار الشمس بالمدنية لتختتم العملية بالنسبة لعام 2010 بإعادة إسكان 466 عائلة تقطن بشاليهات ببرج الكيفان وبيوت قصديرية بحسين داي وكذا بعمارات مهددة بالانهيار بحي بلوزداد رُحلت إلى حي 1600 مسكن بدرارية.