انطلقت قصة الناخب الوطني الجديد «وحيد حاليلوزيتش» في منطقة «جابلانيكا» في «البوسنة والهرسك» يوم 15 ماي 1952 ، والتي أصبحت بعدها مدينة «ثائرة» بسبب الحرب وكانت رؤيته للنور لأول مرة كبقية الصبية في مدينة بعيدة عن الأضواء، لكن لم يكن يعلم ما يخفيه له المستقبل، وقد ترعرع «حاليلوزيتش» في أحضان عائلته ، وكان جد قريب من والدته التي كانت تلاحقه طوال حياتها من أجل أن تجعل منه إنسانا مثقفا وناجحا على المستوى الدراسي خاصة وأن غير ذلك ما كان ليفتح له حسبها طريقا واعدا ومستقبلا مشرقا . المدرسة كانت قريبة من منزله واستغل وقته في اللعب أبرز ما ميّز حياة «حاليلوزيتش» في صغره أنه كان كثير اللهو ولا يمل ولا يتعب من اللعب ، واللعب فقط من بزوغ الشمس صباحا حتى غروبها مساءا ، وكانت المدرسة جد قريبة من منزله ، ممّا سهل عليه تحقيق مبتغاه والبقاء طوال فترات اليوم رفقة أصدقائه يلعب في مختلف الأماكن والساحات بمدينته «جابلانيكا» . والدته كانت تلح عليه بالدراسة قال الناخب الوطني «حاليلوزيتش» في حوار له ل «مجلة داني» في 2002 ساردا قصة حياته أن والدته كانت جد مصرة على أن يكون ناجحا في دراسته وكانت دائما تلاحقه، لكن هو كان يفضل اللعب واللهو مع أصدقائه . دخل مدرسة الهندسة الكهربائية وهو لا يزال يافعا إصرار والدته لم يذهب سدى، حيث التحق «حاليلوزيتش» بمدرسة الهندسة الكهربائية لإنقاذ مشواره الدراسي وكان يرى هو ووالدته فرصة مهمة فيما أقدم عليه حيث أن تخرجه من تلك المدرسة يعني فرصة كبيرة في إيجاد عمل في أحد المصانع الموجود بكثرة في البلاد، أو حتى البحث في بلدان أخرى مادام أن مثل تلك المهنة كانت مطلوبة بكثرة. والدته تمنت أن يصبح مهندسا كهربائيا بدأت أحلام والدة «وحيد حاليلوزيتش» الصغير تكبر وتكبر بعد أن انضم ولدها إلى مدرسة الهندسة الكهربائية وأصبح حلمها الوحيد الذي بقي لها في حياتها قبل مفارقة ابنها هو أن تتركه مهندسا ناجحا يوفر لقمة عيش هنيئة لعائلته مستقبلا . انضم إلى فريق «توربينا» لكن لم يلعب أية مباراة ظهرت أولى علامات شغف «وحيد» بكرة القدم بعد أن قرر الشروع في ممارسة الكرة ، ولكن ليس مع أقرانه وإنما مع فريق في المدينة لكن لسوء الحظ لم يلعب أي مباراة معه وظل خارجا لمدة طويلة . أخوه دعمه وأصر عليه بالتدرب كان أخ «وحيد حاليلوزيتش» يدعّمه كثيرا، وكأنه يشعر ويتنبأ بمستقبل شارق لأخيه مع الساحرة المستديرة رغم أنه لم يظهر براعة كبيرة في التعامل مع الكرة، وكان كبقية الأطفال الذين يقذفون الكرة هنا وهناك كما جاءت والمهم بالنسبة لهم الركض وراءها طوال فترات اللعب، وأصرّ عليه أخوه بمواصلة التدرب رغم متابعته للدراسة بالتستر على والدته . أول مباراة له كانت يوم أحد ممطر أمر غريب هو ما حدث ل «حاليلوزيتش» حسب ما سرد لمجلة «دوني» في 2002 حيث اعترف بأن أول لقاء له كان يوم الأحد ، وكان ممطرا ويتذكر عدة تفاصيل له ، وقال :"كنت جد غريب لم ألمس الكرة ولو مرة واحدة ، ولم أتمكن من التحكم فيها ، وكنت أركض وراءها كنت ألبس حذاء رياضيا ، وأضاف بقيت ألعب بشكل سيء لمدة سنتين"، وهكذا ضيّع «وحيد» وقتا كبيرا بالإضافة إلى أنه لم يلعب الكرة مبكرا، ولم يعتقد أحد أنه سيصبح لاعبا وهدافا محترفا . ترك الدّراسة ووقّع على أول عقد احترافي قرّر «وحيد» ترك دراسته بعد أن فتحت له المستديرة الساحرة أبوابها على مصراعيه ، ووقع على أول عقد احترافي حيث لم يكمل ما أصرت عليه والدته وتخلى عن حلم المهندس الكهربائي، لكن والدته ظلت تلاحقه وطلبت منه أن يجمع بين الكرة والدراسة . أول دعوة له لمنتخب يوغوسلافيا سنة 76 كانت أول دعوة لمنتخب يوغوسلافيا سنة 1976، وكان حينها يبلغ من العمر 24 سنة، ورغم ذلك ولما كان «وحيد» يذهب ليمثل «يوغوسلافيا» كانت والدته تسأله :"هل أنت ذاهب للدراسة في الهندسة الكهربائية؟ ". اعترف أن والدته لن تغفر له بعد تخليه عن حلمها اعترف «وحيد حاليلوزيتش»في الحوار الذي أجراه مع «مجلة دوني» والذي نقلنا منه بعض مقتطفات حياته بعيدا عن الحرب أن والدته لن تغفر له بعد تخليه عن الدراسة وتحقيق حلمها بأن يكون مهندسا كهربائيا . إصراره على اللعب جعله يصبح من أبرز اللاعبين في وقته تفوق «وحيد» وتمسك بإصراره على ممارسة الساحرة المستديرة، وأصبح من أبرز اللاعبين في وقته رغم أنه كان إلى وقت غير بعيد لا يحسن حتى ركل الكرة، وأصبح لاعبا دوليا ، وبدأ بروزه وتألقه يجلب له اهتمام أكبر الأندية . يكتشف حياة أخرى بعد احترافه في «نانت» اكتشف «حاليلوزيتش» حياة أخرى لم يراها من قبل في مدينته بعد أن احترف مع «نادي نانت» وقال «حاليلوزيتش» أنه وجد حياة أخرى بعد أن أصبح يملك المال الكثير ، وأصبحت حياته أسهل بكثير مقارنة لما كان يعيشه في مدينته ، وما كان يعيشه أبناء جلدته المسلمون جراء الحرب التي أنهكتهم . يستمتع بأكل الجمبري والمحار والمأكولات البحرية بدأت حياة «حاليلوزيتش» تتغير وتصبح بورجوازية بعد أن أصبح ذو قيمة كبيرة في فرنسا مع فريقه «نانت» وبعدها مع «باريس سان جرمان»، وقال «وحيد» في الحوار نفسه أنه اعتاد حينها على التمتع بمأكولات لم تكن متوفرة له من قبل على غرار الجمبري والمحار والمأكولات البحرية . الصحف الفرنسية أصبحت تلقبه ب «الساحر البوسني» تألق «حاليلوزيتش» مع «نانت» و«باريس سان جرمان» جلب له أضواء الصحافة والإعلام وبات من اللاعبين المشهورين في الكرة المستديرة ولقبته الصحافة الفرنسية بالساحر البوسني ، لما يقدمه من كرة جميلة وأهداف وتألق مستمر ومتواصل . معجب ب «تشي غيفارا» و«فيدال كاسترو»