كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها تقوم بالتنسيق مع الجزائر وبلدان الجوار لتفادي وصول الصورايخ المهربة من ليبيا إلى تشاد ومالي والنيجر الأمر الذي قد يهدد الملاحة الجوية في منطقة البحر المتوسط وغيرها. أوردت أمس صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين في الجزائر وتشاد قولهم إن صواريخ «مانباد» المضادة للطائرات سربت إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي ينشط في شمال إفريقيا منذ بداية الأزمة في ليبيا، وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في البلدين لم يقدموا أدلة على هذه المزاعم، في حين رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الموضوع، ويشير ذات المصدر إلى أن واشنطن تسعى للحصول على مزيد من الأموال لتعزيز الجهود، في ما يخص منع تهريب صواريخ «أرض جو» خارج ليبيا. وتقول تقارير واردة من ليبيا إن كميات من الصواريخ المضادة للطائرات فقدت من مخازن الأسلحة التي استولت عليها المعارضة شرق البلاد، ويقول خبراء إن تسريب الصواريخ من مناطق سيطرة المعارضة يدل على ضعف تنظيمهم وقلة خبرتهم في المجال العسكري، الأمر الذي يثير القلق في الأوساط الغربية، إذ من المحتمل أن تذهب كميات من هذه الصواريخ إلى السوق السوداء. ولاحظ صحافيون غربيون حسب «نيويورك تايمز» أثناء زياراتهم الميدانية إلى مناطق ليبية، اختفاء صناديق تحتوي على صواريخ في موقع للمعارضة بعد أيام من استيلائهم عليها. يذكر أن القوات الليبية مجهزة بصواريخ خفيفة من نوع «إس إيه 7» وهي نسخة روسية قديمة تعادل الصواريخ الأمريكية «ستينغرز»، التي استخدمها الأفغان ضد الروس خلال الحرب، وخلال فترة حكمه التي دامت أكثر من أربعة عقود، حصل القذافي على 20 ألف صاروخ من هذا النوع من الصواريخ التي تحمل على الكتف وتستخدم لاستهداف الطائرات المعادية، وفي الغالب كان مصدرها من المعسكر الشرقي آنذاك. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن أغلب تلك الأسلحة لاتزال بحوزة نظام طرابلس، في حين تم استخدام جزء منها في المعارك، ما يعني أن الكميات المختفية أقل بكثير من المخزون الأصلي، وفي حوار هاتفي يصف مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية، «أندرو شابيرو»، الصواريخ غير المؤمّنة في ليبيا بأنها «مسألة تجعله لا ينام خلال الليل»، في حين يؤكد مسؤولان أمريكيان رفضا الكشف عن اسميهما، أن الحكومة الأمريكية طلبت باستمرار من المجلس، بعد اختفاء عدد من الصواريخ، جمعها وتأمينها والحيلولة دون ضياع المزيد منها، إلا أن هذه المطالب لم تجد تطبيقاً على أرض الواقع. وقدمت الولاياتالمتحدة 1.5 مليون دولار إلى مؤسستين دوليتين - المجموعة الاستشارية حول الألغام والمؤسسة السويسرية من أجل التحرك ضد الألغام - على أمل أن تساعد في تأمين مخازن السلاح، ومنع تهريب الصواريخ من ليبيا.