ماسورةٌ مكسورةٌ في الشمس تنزف بالوحول وملطّخٌ وجهُ الصباح برغوة الصابون تهطل من مناخير المباني بائعوا علب السجائر لم يبيعوني سوى ضجري من المعنى الملازم لي كثوب عباءةٍ متقطّعة مقهى يثرثرُ مثل منشار، يجفّ الماء في الأحداق، تستعصي الوجوه على التبسّم في الوجوه إيقاع صوت “الراي” ينضح مثل زيت محرّك قد شاخ.. يستهوي ذبابا في الهواء الحامض الأنفاس، أبغي قهوةً معصورةً والماء، شعرُ النادل المصفوفُ للأعلى كشوك ناتئٍ متلمّعٍ بالدّهن يشبهُ عُرفَ ديك في المرايا كلّ شيء في المرايا لوحة زيتيّة تمشي، *** يمرّ الناس في علبٍ من الفولاذ، يحيا النّاسُ في علبٍ من الاسمنت، يمشي النّاسُ في علبٍ من العاداتِ، في علب انتخاباتٍ معبّأةٍ بوهمٍ باذخٍ يتخمّر المستقبلُ المعجونبالأطماع ، فوق شجيرة عطشى وراء الباب عصفورٌ يطير إلى سماء ما خفيفا، لا بطاقة لا ضرائب لا ديون.. ، ولا حوالاتٍ، سأحسده أرى جسدي ملفّاتٍ مكدّسةً كثقل بضاعة تلفتْ بميناء، عليك الانتظار إلى انتهاء نقاهة المسؤول،لم أسأل متى، ورجعتُ،كان مظفّر النوّاب في أصقاع ذاكرة يرشّ القيح فوق خرائط ويصوم عن خبز التبختر في لباس فخامة الدّعر الجديد تتبذّر الأيّامُ بين يديك مثل دراهم السكّير في الحانات، مثل شتيمةٍ يزبدّ سوق الوقت في فَمِهِ ،النهارُ.. هذا هواء الروح ينقص في زحام تراكم الأشياء، والكلمات تنقص مثل ماء مسافرٍ في القيظ، حتّى نعمة الصمت المضيئة في ظلام الهذر تنقصُ، ينحني ظهر المعيشة مثل قنطرة تآكل عظمها صدأ المذلّة، يرسمُ الأطفال في الجدران عوراتٍ بفحم أسودٍ ويمزقّون دفاتر المعنى المُطبشرِ في المدارس فوق وحل الشارع المحفور، تزداد انتصارات الضجيج، مليون مقهى في مكان واحدٍ،وحديقةٌ صفراءُ ، مدرسةٌ مكسّرة الأبواب، أو علمٌ يرفرفُ، فوق أكياس القمامةِ، أحسد العصفور، كنتُ أمام طابور انتظار الخبز يخرج من لهيب الفرن، تعبرني الكهولةُ مثل تابوت، أمدّ إلى متسوّلٍ عشرين ديناراً لعلّي قد أصدّ تحرّش الإحباط بي..