“الملك كلكامش الأسطوري الذي كان قد حكم مدينة “أوروك” قبل حقبتنا والذي كان يريد أن يخلد...” هي العبارات التي استهل بها الحكواتي الشاب فيصل بلعطار حكايته بحضور جمهور من”الأطفال” قدموا إلى مقر ديوان مؤسسات الشباب لحضور الأيام الدولية للحكاية التي بادرت إلى تنظيمها جمعية “كان يا مكان”. وكشف هذا الراوي القسنطيني الذي حضر برفقة ضاربة العود عفاف بن سلامة طيلة هذه الحكاية المتبوعة بالموسيقى بعنوان “بات مان في قلب المشرق” العمل الفني الذي أعده بمساعدة من المجلس الشعبي البلدي ومركز فنون السرد بغرونوبل (فرنسا) المشارك في تنظيم هذه التظاهرة التي تدوم 6 أيام. وقد شد الشاب بلعطار الذي تحدث بالفرنسية انتباه الجمهور الذي استحسن أداءه المتميز في سرد الحكاية من حيث تغيير نبرته الصوتية بحسب سريان مجريات الأحداث وقدرته في تجسيد أبطال هذه الملحمة خاصة الإيماءات التي يعود إليها لبث الروح في أحداث الحكاية وإيقاظ الطفل الذي ينام من بين الجمهور. وتضم هذه القصة التي هي من أصل سوماري والتي حولت بطريقة شفوية قبل أن تكتب في بابل 3.400 بيت موزع على 12 لوحة حسب ما أوضحه هذا الراوي مذكرا بأن الملك كلكامش الذي تميزت ملحمته في العمق بالمعارك التي قادها ضد حارس غابات الأرز والثور السماوي كان قد قرر البحث عن الخلود. وتستحضر الحكاية أيضا لقاء بطل الرواية مع نوح وحكاية الطوفان والعالم الجهنمي قبل أن تشير إلى الحياة الأبدية والصداقة وفن الحياة لتخلص في الأخير إلى أن عمل الخير وحده باقي وخالد بعد الزوال. كما ستجمع هذه الأيام الدولية للحكاية التي ستستمر إلى غاية 3 نوفمبر المقبل بديوان مؤسسات الشباب والمسرح الجهوي لقسنطينة حكاوتيين آخرين جزائريين نشئوا بفرنسا من بينهم عمارة ماضي من غرونوبل وليلى خالدي من ليون عيني إستان من أصل بجاية والموسيقية نتالي فالير من أفنييون فضلا عن كريمة حمادي وعميرة زمورة من قسنطينة.