السعي لإعادة بعث مهنة الحكواتي بالجزائر تواصلت أمس الأربعاء فعاليات الأيام الدولية للحكاية و القصة التي نظمتها جمعية "كان يا مكان" القسنطينية و شارك فيها أكثر من تسعة حكواتيين جزائريين و أجانب جابوا عدة فضاءات ثقافية و علمية بالمدينة لإمتاع عشاق السرد الشفوي بأشهر القصص الشعبية العالمية باللغتين العربية و الفرنسية، و إن غلبت اللغة الفرنسية على جلسات اليومين الأولين. و قد استمع الحضور باهتمام و تجاوب كبير للحكايات التي روتها مساء أمس الأول بالمركز الثقافي الفرنسي الراوئية الفرنسية نتالي توماس و استرجعت بأسلوبها المشوق أشهر القصص العالمية المفضلة بالنسبة للأطفال منها "صاحبة القبعة الحمراء" و "طفل العجين". و كانت الأمسية فرصة لإبراز حكواتيين جزائريين شباب قرروا احتراف هذا الفن الذي اختفى بالكثير من مناطق الوطن بهدف إعادة بعثه من جديد، و ذلك في شكل منظم ضمن جمعية "كان يا مكان" التي رأت النور منذ ثلاث سنوات في إطار برنامج التوأمة بين بلديتي قسنطينة و غرونوبل الفرنسية، و التي تمكنوا بفضلها من جمع و حفظ أكثر من 200 حكاية من التراث الشفوي المحلي حسب رئيس الجمعية الدكتور فيصل أحمد رايس. و تواصلت جلسات السرد مع الرواة /ليلى خالد، عمار ماضي، حسان بولقرعة.../أمس بجامعة منتوري، سبقها تقديم و تعريف مختصر لفن الرواية الشفوية من تقديم الدكتورة الفرنسية "نادين ديكور" المختصة في الأنثروبولوجيا و الأدب المقارن بجامعة ليون ، التي تحدثت عن التشابه الكبير بين القصص الشعبية في مختلف دول العالم ، و استشهدت بقصة "بقرة ليتامى " التي قالت أنها تروى بروسيا و الكثير من الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، و نفس الشيء بالنسبة لطرائف بطل الأسطورة الشعبية "جحا"... و غيرها من القصص التي لا زالت تجذب السمع و الاهتمام. و ستختتم الأيام الدولية للحكاية و القصة سهرة اليوم الخميس بالمسرح الجهوي بمشاركة الرواة الجزائريين عبد الرحمان ناصر، عمار عمارة ماضي، حسان بولقرعة و المغربي أحمد بوالزين و الفرنسيين نتالي توماس،جينيفر آندرسون و جيجي بيغو.