كان عشاق المسرح أوّل أمس بقاعة الوقار، على موعد مع الممثل دين الهاني محمد جهيد، الذي أبدع على الركح من خلال عرضه لمونولوج “مقابلة الحكام”، حيث حضر العرض كلّ من الممثلة القديرة سميرة صحراوي والممثل عمري كعوان. وقد اشتغل على كتابة هذا النص المؤلف المعروف لطفي بن سبع، أمّا الإخراج وعرضه أمام الجمهور فكان للممثل محمد جهيد، ويندرج هذا العمل ضمن الحركية التي يشهدها المسرح الجهوي بوهران، فهو عمل جديد خرج للنور هذا العام 2011، وأشرفت على إنتاجه تعاونية ورشة الباهية للمسرح والفنون وهران. سلّط هذا المونولوج الضوء على ظاهرة جدّ خطيرة انتشرت بسرعة رهيبة وسط المجتمع و أصبحت متفشية في الأوساط الشبابية ألا وهي ظاهرة العنف في الملاعب.. وعقب انتهاء العرض اقتربت “الأيام” من الممثل عمري كعوان الذي أعجب بالعرض قائلا: “العرض جدّ شيّق ومقبول جدا، والفنان جهيد معروف بقدراته الكبيرة في مجال المونولوج وتمكنّه فوق الخشبة من جذب الجمهور، كما أنّ كاتب النص وهو صديق لي معروف بالنصوص الجميلة التي يكتبها، ويعتبر من الأوائل الذين كتبوا في فن المونولوج، فالظاهرة التي عالجها رغم أبعادها الخطيرة لم تعالج من قبل، حيث بجرأته المعهودة قام بتشخيص واقع مرير تعيشه ملاعبنا، وحسب رأيي علينا كفنانين ومثقفين أن نقوم بدورنا في التوعية فأيّ مشكل مطروح لابدّ من معالجته بالحوار والحكمة والعقلانية والتربية السليمة” ومن جهتها الممثلة القديرة سميرة صحراوي صرحت ل “الأيام”: ” المونولوج تطرق لظاهرة الفوضى والعنف التي أصبحت السمة البارزة التي تعقب نهاية كلّ مباراة في كرة القدم و هي ظاهرة موجودة في العالم بأسره لكن في الجزائر بحجم أكبر، والممثل جهيد عرف كيف يجسّد هذا الدور ببراعة، فهو ممثل موهوب وله طريقته المميزة في طرح المواضيع المستقاة من الواقع، وهذا الموضوع بالذات أضحى آفة العصر، إذ نلاحظ بمجرد برمجة أيّ مباراة لكرة القدم تغلق المحلات مبكرا وتتوقف وسائل النقل عن تقديم خدماتها، وحتى العائلات تتفادى الخروج لإنجاز أشغال عالقة”. وفي السياق ذاته تحدثنا مع مقدم العرض الممثل جهيد الذي أفادنا: “بدايتي مع الفن الرابع كانت مع المسرح المدرسي ثم الجامعي، أين كانت لي الفرصة في المشاركة في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بتونس العام 1995، حيث شاركت بدور البطولة في مسرحية “من الحياة”، ومن هنا كانت الانطلاقة الفعلية، حيث بعدها أنشأت تعاونية للمسرح بجامعة سيدي بلعباس وقررت تكوين الجامعيين ، وتغيير الجامعة بالمسرح وتغيير المسرح بالجامعيين، شاركنا في عدة مهرجانات وطنية ودولية وحصلنا من خلالها على العديد من الجوائز، حيث استطاع المسرح الجامعي لسيدي بلعباس تكوين أجيال من المحترفين أمثال وردة ليلى وجاريو عبد القادر وفريدريك...إلخ، وفيما يخص مونولوج “مقابلة الحكام” فأردت من خلاله توجيه رسالة إلى المجتمع، حيث إذا فقدت الروح الرياضية داخل الملاعب فمن المستحيل إيجادها خارجه، فإذا كنت تحب كرة القدم فلابدّ أن تكون رياضيا في فكرك ومعاملتك ولابدّ أن تسود روح الإخاء والتسامح”.