في سابقة من نوعها، نظمت جامعة الجزائر 2 بقاعة المحاضرات ببوزريعة، وبالتعاون بين مخبر الدراسات الفلسفية والوكالة الوطنية لتنمية البحث العلمي ملتقى وطني يومي 27 و 28 من الشهر الحالي، سلّط الضوء على واقع الفنون الجميلة في الجزائر. بمشاركة ثلّة من الدكاترة والباحثين الأكاديميين المختصين من مختلف جامعات الوطن، حيث عكف المشاركون على مدار يومين كاملين على مناقشة واقع الفنون الجميلة في الجزائر وإشكالية توطين هذه الفنون في المجتمع الجزائري، ويتحدد هذا من خلال سياقها التاريخي، فالفنون الجميلة بصفة عامة سواء الموسيقى أو السينما أو المسرح أو الفنون التشكيلية..إلخ تتقاسم هموما ومشاكل مشتركة من ضعف الإنتاج الفني وضعف التكوين والافتقار إلى التخطيط في ظل غياب إستراتيجية وطنية شاملة، بالإضافة إلى خلو المنظومة التربوية والجامعية على كافة مراحلها من الفنون الجميلة، وكذا غياب بحث علمي أكاديمي وجامعي في هذا المجال، وهذا ما كرّس الإخفاق في التأسيس لتقاليد الفنون الجميلة في مجتمعنا الجزائري. حيث أكد الأستاذ أحمد منظور في هذا السياق من خلال مداخلته أنّ الإحصاء هو المؤشر الذي في ضوئه يمكن أن نشخّص من خلاله الظواهر، لكن في ظل غياب الإحصائيات ولغة الأرقام صرنا نتخبط في التسيير العشوائي، وهذا ما ساهم في طمس معالم الفنون الجميلة وعرقل عملية ريادتها وأخذها المكانة التي تستحقّّها كغيرنا من المجتمعات المتقدمة. كما تطرّق من جهته الأستاذ عبد الرحمان شريط من جامعة الجلفة وكذا الأستاذ زغيدي إلى الفن الرابع والأشواط التي قطعها، حيث أكدا أنّ المسرح من أرقى الأساليب التي تعكس مدى تطور الحس الثقافي لدى المجتمعات، حيث لعب الفنان المسرحي إبّان الثورة التحريرية وحتى بعد الاستقلال دورا بارزا في إيصال صوت الجزائر للمحافل الدولية واستقطاب تعاطف ومساندة الشعوب العربية وحتى الأجنبية للقضية الوطنية وأمثال هؤلاء محي الدين باشطرزي وعبد الرحمان كاكي وكاتب ياسين وقدور نعيمي وعلالو، كلّ هؤلاء وغيرهم تكوّنوا وترعرعوا في رحم الحركة الوطنية وساهموا في مهمة البناء الوطني، وكانوا خير سفراء لثقافتنا وبطاقة تعريف وطنية لقضيتنا العادلة حسب المحاضر.