حقق مشروع حماية مدينة «المشرية» من أخطار الفيضانات والتي تعد أكبر تجمع سكاني بولاية النعامة بتوفرها على ما يصل إلى 98 ألف نسمة نسبة تقدم للأشغال فاقت ال70 بالمائة، حسب ما أفادت به مديرية الموارد المائية. المشروع المذكور رصد له غلاف مالي يفوق 540 مليون دينار وتتكفل بإنجازه أربعة مقاولات محلية وأجنبية يرتقب استلامه قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2012 المقبلة، وسيتيح هذا المشروع التكفل بإزالة أخطار الفيضانات على مستوى خمسة نقاط ببلدية «المشرية» التي تبعد بحوالي 30 كلم شمال ولاية النعامة، وذلك من خلال الوقاية ضد تدفق الأودية والسيول الجارفة عبر أنسجة عمرانية مأهولة ومؤسسات ومرافق عمومية وإنجاز منشآت فنية صغيرة وأخرى لتصريف مياه الأمطار. وتتمثل الأشغال التي تجسدت حتى الآن ضمن هذا المشروع الذي يوفر حاليا نحو128 منصب شغل للشباب البطال في إنجاز شبكة من القنوات الكبرى لتصريف مياه الأمطار وتحويلها خارج النسيج العمراني، مع الأخذ بعين الاعتبار المناطق الأكثر عرضة لخطر السيول الجارفة المنحدرة من جبل “عنتر” المحاذي للمدينة كأحياء “السلام” و”التجزئة الخامسة” و”سيدي مربوح”. وتم أيضا التكفل في إطار نفس العملية بإنجاز قناة مغطاة لتصريف المياه طولها 6 كلم لتحسين عملية تفريغ مياه الأمطار المتدفقة من أعالي المدينة نحو المنطقة الجنوبية، وتتمثل الأشغال المتبقية ضمن ذات العملية والتي تجري بوتيرة منتظمة في إعادة تأهيل وادي «البغاديد» وتصحيح مجراه وكذا بناء الجدران وإنجاز قنوات بطول 7 كلم، والتي ستمكن في التقليل من أخطار الفيضانات وتهديدها للمناطق السكنية، وقد استفادت الولاية من برنامج يرمي إلى حماية 4 مدن هي «المشرية» و«العين الصفراء» و«مغرار» و«عسلة» من أخطار الفيضانات عقب السيول الجارفة للأودية التي تسببت بين سنتي 2007 و 2009 في خسائر مادية معتبرة، وخاصة ببلدية «العين الصفراء» التي تعتبر محورا تقاطع لثلاثة أودية وهي “البريج” و”المويلح” و”تيركونت”. وأضافت ذات المديرية أن إنجاز أشغال حماية المدن من الفيضانات روعي فيها جانب التكامل ما بين القطاعات ذات الصلة بهذه الظاهرة الطبيعية، على غرار البيئة والغابات والري والأشغال العمومية، إلى جانب مصالح البلديات.