تعتزم الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة توزيع 750 ألف مصباح اقتصادي سنة 2012 عبر كامل التراب الوطني، وذلك في إطار المرحلة الثالثة من عملية اقتصاد استهلاك الكهرباء التي تندرج في إطار البرنامج الوطني للتحكم في الطاقة، الذي تمت المصادقة عليه في فيفري الماضي. وأوضح مدير المشاريع بالوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة «كمال دالي» دفتر الأعباء الخاص بهذه العملية يوجد حاليا على مستوى اللجنة الوطنية للصفقات العمومية بغية الدراسة والموافقة، وبعد الموافقة على هذا الملف سيتم إطلاق مناقصة لاختيار المتعامل الذي سيكلف باستيراد المصابيح الكهربائية ذات الاستهلاك الضعيف، وأضاف نفس المصدر أن الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة تعتزم من خلال هذه المرحلة الجديدة وفي إطار تعاون مع بريد الجزائر استهداف 27 ولاية من الوطن لم تكن معنية من قبل، مضيفا أنه سيتم توفير المصابيح ذات الاستهلاك الضعيف على مستوى مكاتب بريد الولايات المعنية بسعر مدعم قدره ب150 دينارا للمصباح الواحد علما أن السعر الحقيقي لهذه المصابيح يقدر ب300 دينار. وأشار «دالي» إلى أن تراجع سعر المصابيح مقارنة بالحملات السابقة يعود خصوصا إلى تغير ممول هذه المنتوجات، وأضاف «لقد قررنا تقليص طاقة المصابيح بشكل طفيف مما انعكس بشكل مباشر على الأسعار»، وأوضح إلى أن الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة ستطلق حملة تحسيسية لفائدة العائلات من خلال ومضات إذاعية على مستوى الإذاعات المحلية وكذا من خلال وضع ملصقات وتوزيع مطويات على مستوى مكاتب البريد والأماكن العمومية. وأطلقت المرحلة الأولى لعملية اقتصاد استهلاك الكهرباء سنة 2010 بالتعاون مع سونلغاز وتمثلت في توزيع 250 ألف مصباح اقتصادي عبر خمس ولايات من الوسط (الجزائر العاصمة و البليدة وتيبازة وبومرداس و المدية)، أما عن المرحلة الثانية التي بوشرت سنة 2011 فقد تعلقت بتوزيع 250 ألف مصباح جديد عبر 1100 مكتب بريد موزعة عبر 16 ولاية من شرق الوطن وذلك في إطار شراكة مع بريد الجزائر. ومن جهة أخرى تطمح الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة إلى توزيع واحد مليون مصباح ابتداء من سنة 2013 لاستبدال الحظيرة الوطنية للمصابيح التقليدية التي تقدر حاليا بحوالي 35 مليون وحدة. كما سيتم دعم هذه المصابيح بمعدل 50 بالمائة من قبل السلطات العمومية من خلال الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة، وفي هذا الصدد أشار «دالي» إلى أن هذه العملية ستتم بالتعاون مع المتعاملين الصناعيين الخواص والعموميين الوطنيين، موضحا: «لهذا السبب اخترنا الإدراج التدريجي والمحدود للمصابيح ذات الاستهلاك الضعيف في الأسواق حتى لا يتم إلحاق الضرر بهؤلاء المتعاملين الذين يسوقون هذه المصابيح بأسعار مرتفعة»، وتشجع السلطات العمومية بروز صناعة وطنية في هذا المجال لاسيما من خلال منح تسهيلات وامتيازات مالية وجبائية. وسجل ذات المسؤول أن نصف المصابيح ذات الاستهلاك الضعيف المسوقة حاليا مقلدة أو لا تستجيب للمعايير المعمول بها مما يفسر جزئيا مدة صلاحيتها التي هي أقصر من المصابيح التي تستجيب للمعايير، وحسب الخبراء سيسمح استعمال هذه المصابيح على النطاق الواسع باقتصاد الكهرباء بما يعادل 50 مليون دولار/السنة. وبالموازاة مع عملية اقتصاد استعمال الكهرباء باشرت مؤخرا الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة بالتعاون مع مؤسسة إنجاز وصيانة الإنارة العمومية للجزائر عملية استبدال المصابيح المصنوعة من الزئبق بالمصابيح المصنوعة من الصوديوم، وذكر دالي بأنه تم مؤخرا إنهاء عملية نموذجية تتعلق بألف مصباح على مستوى العاصمة، مشيرا إلى أن عملية مماثلة توجد في طور التحضير بالتعاون مع المجالس الشعبية البلدية ستمس مجموع التراب الوطني بمعدل 50 ألف مصباح بحيث «توجد هذه العملية في مرحلة تقييم احتياجات المجالس الشعبية البلدية».