بقلم: عبد الله باكرمان/ اليمن لأنّي طيب جداً حملت حقائب حلمي وظللت بعيداً أرقب البحر وأحلم بالوطن الذي خبأته في أناشيد طفولتي ورسمته صلاة في ذاكرة المنافي وعشقاً على نوافذ الشوق . . . . . . . حلبت أقمار الحنين وتسلقت أنامل الناي مبتعدا عن غوائل الريح وضغائن الغبار شنقت لعناتي المجففة على لحية التأريخ وجلست كحكيم عجوز يراقب جلبة الزمن ويقرأ فنجان الحكمة بوقار . . . . . ولأني طيب جداً ظننت أن السماء ستبدل سحنتها العابسة وتناولني بسمتها ستتركني أرضع أنامل دهشتها وألعق حنينها بأهدابي وأن أبي سيعصر الفرح من جفون النجوم ليفتح جيوب النبيذ ويوزع البحر على الفقراء وأن البحر سيرش قناديل الدهشة وينام باطمئنان في قلبي . . . . . . . . . . ولأنّي طيب جدا ولأنهم حفظوا الطعنة حتى الثمالة رأيت غراباً ممتعضاً محلقاً في السماء فتوقفت أتحسس خنجراً مغروزاً