باسم فرات شاعر عراقي مقيم في هيروشيما – اليابان ، ولد في مدينة كربلاء1مارس 1967 ، عاش في نيوزلندا التي وصلها لاجئاً سياسياً،بحثاً عن طفولة الشمس ، ما بين عامي 1997 – 2005 ،بعد ان غادر عراقه الى الأردن عام 1993 احتجاجاً على اعتقال رفات أسلافه ، شارك خلالها في الكثير الكثير من الفعاليات الثقافية عموماً والشعرية خصوصاً التي كانت تقام في نيوزلندا ، والشاعر باسم فرات الذي أصدر بالعربية ديوانه الاول ' أشدّ الهديل ' عام 1999 عن دار نشر ألواح في مدريد والثاني ' خريف المآذن ' عن دار نشر أزمنة في عمّان و ديوانه الثالث أنا ثانية والقمر الذي لا يجيد سوى الانتظار /بالانجليزية ' شاعر يتناسخ مع أسلافه منذ جلجامش وأنكيدو عبر أكاد وآشور وآرام ، منذ النار الأولى إلى ' أشوئي ' زرادشت إلى إبراهيم محطم الأصنام إلى حمورابي إلى السريان إلى الإسلام، في داخله يحمل كل هذه الإنتماءات .. قال عنه الشاعر سعدي يوسف : لقد وجد باسم فرات طريقه المتفرد في المشهد العراقي الرائع في المنفى. أقول أنثى، ولا أعني كربلاء ... كُلّهُم ظلالي أستدرجُ أحلامي إلى موقدٍ تترنّح فيه أصابعي مرهقة أبوابُ الدار من الصراخ وعباءة أمي راية تلوّح بلا أمل وبلا أملٍ ستجوب الأزمان خطواتي يتآكل الحنين في لساني ومن لاذ بالصمت لا يستبيح ظلّي ويحرّرُ غاباتي برمله النرجسُ يتناسلُ في يدي ولا زبدٌ في مياهي أوقدُ الغيوم وأعرف أن للذكرى قوارير شائكة أحرث السماء بالبحر وأعرف أن الدمعَ أكثر زرقة من بهجتي أرقبُ حماقاتي بشغف لِتَرِثَ العصافير متاهتي أنصتُ للذين يأوون الحروب من سباتها فأرى دمي يتدحرجُ بين الحدود أتوسّل بالكلمات أن تجمعه على الورقة كيف لي أن أجعلَ الآس لا يشيرُ إلى أسراري وفي يمينه ما ينهش الرؤيا بينما هناك نسيتُ القناديلَ مشغولة بسريري قلتُ هذا أوان حقولك أن تلثغ باسمي فاسرج نجومك لترى ضيائي وتقتفي الأثر من بعيد يتراءى فناءُ ترنيمتي لا تُسهدْ سماءك بأغصان الحكمة كي لا أغرس حروفي وأمضي حانقاً : كُلّهم ظلالي الينابيع تشير لي كذلك النخيل يلوحُ رغم دخان السجون الكثيف المحطات بتثاؤبِها الكسول تأكل سنواتي سنواتي ذاتها ثقبتها الملاجئ الذي أهالَ نرجسهُ متّشحاً من فرط سلواهُ يتأمل خاتمتي تصفعُ ناقوسه تغسلُ رمضاءه من الانتظار وتومئ للأنهار: أن تسلقي برزخك بعناد فالسواد باهتٌ بلا جنون ولاهثٌ يطرقُ بابي لعلّه ينوش السماء أرنو إلى النوافذ فأرى شغفها يفترش رئتي حتى نسيتُ إن ذاكرتي يؤرقها مُعَلّقةً بهديلها يا خطاي لا تسعك البراري فلماذا تنقرين أحلامك بلا رحمة وتستطلعين هبوط الملاك ليشقّ قلب البلاد ، واضعاً نشيدي فيه رسمتُ للطرقات خطى غير خطاي كيف اهتدت لي كيف لي أن أطرد الأشجار من رأسي ولا تتبعني الزقزقة كيف لي أن أعري أبي من الخلافة ولا يفيض الفرات في يدي كيف لي أن أقول أنثى ولا أعني كربلاء وأقول مدينة ولا تشرئبّ أمي متّشحة بكل الليل بيضاءُ تُقطّر الناي في فمي وتعيدني إلى أول الحكاية أول الحكاية التي فيها أغتسل باليقين فأرى الياسمين الهندي يطوّق منامي مزدحماً ، وبصحبته الشوارع تتهجاه النسوة العابراتُ إلاّ سيدة يتهجاها بحياء ويمضي إليّ أنا لم أخبئ طفولتي في قميصي لكنها سرقتني من الحرب فأعددتُ لها قلبي فراشاً وصحوتُ ناديتُ آلامي فأطلت من الشباك مترعةً بهدأة التباريح خشية من الجيران أشرتُ لها بيدي ففاضت بالدموع وخشية على القصيدة أن تكتملْ