أعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية إسماعيل ميمون، أول أمس، بخنشلة، عن تنظيم لقاء دراسي حول تنمية السياحة الجبلية، وذلك على هامش الصالون الدولي للسياحة والصناعات التقليدية المرتقب بالجزائر العاصمة، في ماي المقبل. وألح الوزير، خلال زيارة عمل وتفقد لولاية خنشلة، على ضرورة منح عناية خاصة لتنمية السياحة الجبلية والمناخية، وذلك على مدار السنة لكي لا تبقى السياحة في البلاد مقتصرة على السياحة الساحلية. وأكد “ميمون” أنّ كل ولايات الوطن استفادت بمخططات توجيهية للتنمية السياحية كانت الحكومة قد صادقت عليها عام 2008، وخصص لها في كل ولاية 15 مليون دينار، فيما تبقى أشغال هذه المخططات التوجيهية متواصلة على مستوى ولايات الوطن، سواء من حيث الدراسات أو الأشغال. ومن جهة أخرى أشار الوزير إلى أنّ الجزائر تتوفر على مكونات سياحية هامة وكبيرة تتطلب عناية خاصة عن طريق الاستثمار، مؤكدا أنّ الدولة لها دور المراقبة والتوجيه لتشجيع المستثمرين واتخاذ الإجراءات المحفزة والجبائية، لا سيما في مناطق الهضاب العليا التي لا تزال فيها النشاطات السياحية سواء الحموية أو المناخية أو الجبلية قليلة، إذا ما قورنت بالمؤهلات الطبيعية والمناخية والحموية. وبشأن الصناعات التقليدية حث “ميمون” على ضرورة تأهيل الشباب في هذا النشاط الحيوي وتفعيل دور الجمعيات لخلق حركية سياحية ومساعدتهم ومرافقتهم في مختلف الدورات التكوينية. هذا وفي مستهل زيارته لولاية خنشلة، كانت للوزير إطلالة سياحية على منطقة “تبرقدة” الواقعة على بعد 5 كيلومترات من مدينة ششار، حيث اطلع على بيوتها القديمة المصنوعة من الحجر الأبيض المصقول وأسقفها المغطاة بالقرميد الأحمر وسط البساتين التي تشكل فضاء طبيعيا أخضر، تصنع ديكوره أشجار النخيل والرمان والمشمش. حيث أبدى “ميمون” إعجابه بالمنظر الطبيعي الخلاب لهذه القرية ذات الطابع المعماري البربري، وهي على شكل قلعة مغروسة في الصخر العتيق، تتدحرج منها أودية لتشكل مصبا واسعا لمجاري المياه طوال السنة. وحث الوزير بعين المكان على الإسراع في ترميم آثار المسجد القديم بذات القرية وكذا مقر البلدية القديم اللذين يمثلان معلمين ثقافيين تاريخيين بالمنطقة. وفي ذات السياق، وبالمحطة المناخية لجبل “شيليا” قدمت ل”ميمون” شروح حول الدراسة التقنية التي قام بها مكتب دراسي فرنسي، بالتنسيق مع مكتب دراسي جزائري، بهدف تثمين هذا الموقع الطبيعي الذي يمثل محطة مناخية تتوسط جبل “شيليا”، على ارتفاع 2.328 متر، بأعلى قمة رأس كثلوم. ويذكر أنّ هذا الموقع الطبيعي يشكل طوال السنة بساطا أخضر لأشجار الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي، حيث تظل الثلوج تغطيه إلى غاية وقت متأخر من فصل الربيع. وللإشارة تقضي هذه الدراسة التقنية التي رصد لها غلاف مالي بقيمة 30 مليون دينار، بإقامة جملة من المرافق السياحية، منها نزل ب140 سريرا ومرافق للاستقبال والإيواء وغيرها من مرافق الإقامة، مع الإشارة إلى أنّ هذا الموقع الذي تتوفر به حاليا 6 شاليهات للإقامة ونزل ب50 سريرا مستغلا من قبل الشركة الجهوية للهندسة الريفية. وقد حث الوزير، بعين المكان، على ضرورة توجيه عناية للسياحة الاستكشافية من أجل استقطاب السياح والزوار. كما زار الوزير بالمناسبة كذلك المحطة المعدنية “حمام الصالحين” التي عاين بها دراسة تقنية تخص أشغال تهيئة منبعها الحموي. وللتذكير يتضمن مشروع الدراسة وضع الخرسانة المسلحة لحماية المجرى الرئيسي للقناة التي تتدفق منها المياه الساخنة، بمعدل 20 لترا في الثانية، نحو غرف الاستحمام وحوضي السباحة الرومانيين اللذين انتهت أشغال حمايتهما من التدهور، بفعل مرور السنين على مستوى هذا الحمام الذي يعود إلى العهد الروماني. وبنفس المنطقة اطلع الوزير على المعرض المحلي للصناعات التقليدية والحرف بنزل البريد.