الجميع يتذكر المسلسل الصيفي الذي عانى منه سوداني، والكيفية التي أمضى بها لصالح نادي غيماراش البرتغالي، حيث كان أول اتصال شبه رسمي من نادي سيون السويسري، عن طريق مناجير إيطالي، وكان النادي مستعدا لعرض مبلغ 400 ألف أورو، إلا أن الرئيس مدوار طلب من اللاعب الصبر لغاية نهاية الموسم لحاجة الفريق إليه من أجل كسب البطولة، إضافة إلى حاجة المنتخب الوطني المحلي لخدمات سوداني في ذلك الوقت. أندية فرنسية وإسبانية طلبت خدماته وبعد تألق سوداني في الشان، تهاطلت عليه العروض من عديد الأندية الأوروبية، أبرزها عروض لومون، أرل أفينيون، باستيا وخيتافي، إضافة إلى عرض رسمي من نادي راسينغ سانتندار الإسباني، ليكون إمضاء هداف البطولة الوطنية أنذاك في البطولة البرتغالية، وبالضبط في نادي غيماراش، وهذا بعد مسلسل طويل أرهق كثيرا هلال، خاصة قضية اتصالات نادي لومون الفرنسي، حيث كان هناك اتصال أولي ليطلب رئيس النادي من مناجير سوداني، نقل اللاعب إلى فرنسا من أجل التحدث معه ومعاينته عن قرب، وهو ما حدث بالرغم من معارضة مدوار الذي رفض تنقل لاعبه إلى نادي ينشط في الدرجة الثانية الفرنسية، قبل انتهاء البطولة الوطنية، ليبدأ ظهور خلاف بين مناجير اللاعب ورئيس الجمعية عبد الكريم مدوار، وهو الخلاف الذي تصدر عناوين مختلف الجرائد الوطنية، الأمر الذي أثر كثيرا على سوداني. عدم استفادته من الراحة وإصابته الكثيرة أثرا فيه كثيرا وبعد هذا المسلسل الطويل الذي أرهق كثيرا سوداني، إضافة إلى النهاية المتأخرة للبطولة الوطنية، تنقل هلال مباشرة إلى صفوف ناديه، وبدأ مباشرة التدريبات مع رفقاءه اللذين كانوا متقدمين في التحضيرات مقارنة بالدولي الجزائري، حيث كانوا قد لعبوا عدة مباريات في إطار تصفيات منافسة أوروبا ليغ، وهو الأمر الذي جعل سوداني يتأخر في مجال التحضيرات مقارنة بزملائه، فضلا عن عدم تحصله على فترة راحة بعد موسم طويل وشاق رفقة جمعية الشلف والمنتخب الوطني المحلي، ليأتي تربص ماركوسي والإصابة اللعينة التي تلقاها بعد تدخل عنيف من إسماعيل بوزيد في مباراة تطبيقية، والتي أجبرته على الابتعاد عن الميادين لفترة طويلة، وبالرغم من مثابرة سوداني وسعيه المتواصل إلى التدريبات بكل جد، من أجل العودة إلى صفوف النادي خاصة بعد شفائه، إلا أنه اصطدم برغبة مدربه في توظيف نفس الأسماء في هجوم النادي البرتغالي، بالرغم من أن غيماراش كان يعاني في البطولة المحلية. رئيس “غيماريش” الجديد يريد بيع “سوداني” وفي هذه الفترة التي كان يعاني فيها الدولي الجزائري في البرتغال، قام مدوار برفع دعوة قضائية ضد إدارة نادي غيماراش بعد تماطلهم في دفع قيمة تحويل سوداني، والتي قدرت بحوالي 600 ألف أورو، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الجديد للنادي البرتغالي بالضغط على المدرب، من أجل إشراك سوداني ورفع قيمته المالية في سوق تحويلات اللاعبين، حيث وكما هو معروف عن البرتغاليين، وبسبب الأزمة المالية التي تتخبط فيها البرتغال، فعادة ما يجلبون لاعبين من الخارج، ولا يسددون مبلغ التحويل سوى بعد إعادة بيعهم إلى نوادي أوروبية أخرى. هذا ما قاله الرئيس الجديد للنادي هذا وقد بلغنا بأن مدوار تكلم مع الرئيس الجديد لغيماراش، وطلب منه الانتظار حتى يتم بيع سوداني لإحدى النوادي الأوروبية التي طلبت خدماته، ليقوم بعدها بتحويل مبلغ 600 ألف أورو زائد 10 بالمائة إضافية إلى رصيد جمعية الشلف، وأضاف له بأن قيمته في السوق تتجاوز الخمس ملايين أورو، وهو الأمر الذي تفطن له ورفضه عبد الكريم مدوار، خاصة وأنه يعلم جيدا بأن كل أوروبا تمر بأزمة خانقة، وأن مبلغ 5 ملايين أورو الذي تكلم عليه رئيس غيماراش هو مبلغ خيالي، خاصة وأن سوداني لم يشارك سوى في مباريات قليلة، ولن يقوم أي ناد أوروبي بدفع هذه القيمة لشراء سوداني، ليرفض مدوار العرض، ويؤكد مرة أخرى على خبرته في التعامل مع هذه الأمور . “سوداني” اغتنم الفرصة وأخذ مكانه من جهته لم يترك سوداني الفرصة تمر حتى اغتنمها، كما يغتنم الفرص من أمام المرمى، حيث أبهر جماهير النادي من أول مباراة لعبها كأساسي، وأصبح يسجل الأهداف بكل الطرق ومن كل الوضعيات، ليسمر ابن الشلف مكانه بكل جدارة واستحقاق، وأكد على أنه يستحق مكانته الأساسية في صفوف النادي، من دون دخول بعض الحسابات الضيقة، التي أرادت أن تدخله فيها إدارة النادي البرتغالي. * شارك: * Email * Print * * *