رفض أعضاء قياديون وإطارات سابقة في جبهة القوى الاشتراكية تحميل الزعيم التاريخي لأقدم تشكيلة سياسية معارضة في الجزائر المسؤولية المباشرة لما اعتبروه «انحراف الأفافاس عن خطّه السياسي الأصيل» الذي تأسّس من أجله في العام 1963، لكن اللافت هو مقاطعة الأمين الوطني الأوّل للقاء المنشقين المنظم أمس الأول وسط مدينة تيزي وزو. أشارت تقارير إعلامية إلى أن التجميع الشعبي الذي عقدته وجوه قيادية سابقة في جبهة القوى الاشتراكية عرف استجابة محدودة من طرف المناضلين والأوفياء ل «الأفافاس»، وبحسب التقديرات فإن عدد الحضور الذين جاؤوا الخميس إلى ساحة وسط مدينة تيزي وزو لم يتجاوز الثلاثمائة على أقصى تقدير، كما نفذ القيادي المعارض «كريم طابو» وعوده بمقاطعة الاجتماع بحكم أنه غير معني به أساسا حتى وإن كان محسوبا في البداية عن جماعة «بوعكوير» وأنه حضر الاجتماع السابق الذي تمّ فيه تحديد موعد 12 جويلية لتنظيم التجمع المذكر. وقد لوحظ حضور مكثّف لصور عملاقة للزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية، «حسين آيت احمد»، ولذلك فإن كلا من الإطارات المعارضة للتوجه الحالي للحزب حرصت على عدم المساس برمزية هذا الرجل ولا تحميله المسؤولية نتيجة الصراع القائم داخل «الأفافاس»، واكتفت بإطلاق إشارات بأن وضع «الأفافاس» ليس على ما يرام وأنه بحاجة إلى تصحيح خطه. وخلال هذا اللقاء أعلن الأمين الوطني السابق «مصطفى بوهادف»، عن تنظيم ندوة وطنية قريبا من أجل إقامة «بديل ديمقراطي للنظام الحالي»، وهو ما لقي دعم كل من «علي كربوعة» و«جودي معمري» من موقعيهما أمينان وطنيان سابقان في الحزب، بالإضافة إلى «سمير بوعكوير» والبرلماني السابق «جمال زناتي». ولذلك أكد «جودي معمري» أن الأمر يتعلق بإقامة «قطب ديمقراطي قوي تكون جبهة القوى الاشتراكية محركه ونواته»، ليضيف بأنه «يمكن لكل المنظمات التي تتقاسم عددا من المبادئ مع الأفافاس الالتحاق به»، موضحا أن هذه الندوة ستضم كل الفروع المعارضة، ولفت كذلك إلى أن هذه الندوة الوطنية ستكون مفتوحة للشباب والنساء والنقابيين المؤيدين لهذا المسعى، وبرأيه فإن هذا اللقاء يهدف إلى «ردّ الاعتبار للنشاط السياسي النظيف وإقامة حوار بعيدا عن كل أشكال العنف». أما «سمير بوعكوير» فقد تدخّل للحديث أكثر عن الأزمة التي يعيشها «الأفافاس» في الفترة الأخيرة باعتباره أحد القياديين المعنيين بقرارات لجنة الانضباط رفقة «كريم طابو»، حيث اعتبر أن «حماية جبهة القوى الاشتراكية تعني كل المجتمع والمناضلين من أجل الديمقراطية»، مجدّدا رفضه لقرار القيادة الحالية المشاركة في التشريعيات الأخيرة. وبدوره تأسّف «علي كربوعة» للأزمات التي هزت الحزب والتي أدت، حسبه، إلى إقصاء أو تهميش العديد من إطارات جبهة القوى الاشتراكية، منتقدا بشدة القيادة الحالية بعد أن أكد أن المسيّرين «تسببوا في انحراف الحزب عن خطه السياسي»، ما دفعه إلى دعوة مناضلي أقدم حزب معارض في الجزائر إلى »الخروج من ذهنية التزعم« من منطلق أنه »ليس هناك رجل منقذ«. ومن جانبه فإن «جمال زناتي» سار على موقف سابقيه كونه وجّه انتقادات للقيادة الوطنية الحالية للحزب التي قال إنها «تسببت في الانحراف عندما أدارت ظهرها لمبادئ جبهة القوى الاشتراكية وسمحت لنفسها بضرب المناضلين القدامى»، مشدّدا على أنه «يتعين على الحزب مواصلة نشاطه البيداغوجي الذي يعد من مهامه الأساسية»، داعيا ودعا مناضلي الحزب إلى استعادة الأفافاس ووضعه على »دربه الأصلي«، مثلما أعلن عن تنظيم سلسلة من اللقاءات خلال شهر رمضان بهدف تنظيم القاعدة النضالية تحضيرا للندوة الوطنية. زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print