أظهرت القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي احترافية كبيرة في مكافحة الإرهاب بعد أن نجحت في إنقاذ حياة أكثر من 650 رهينة وتحريرها من قبضة جماعة إرهابية داخل محطة معاجلة الغاز ب «عين أمناس» ولاية إليزي، وقد تمكنت من اختيار الوقت المناسب للتدخل وحالة دون حدوث «مجزرة حقيقية» بعد التأكد من أن الخاطفين كانوا مدججين بأسلحة ثقيلة، وذكر مصدر أمني أن عددهم يصل إلى حوالي 30 إرهابيا. اتضحت أمس الكثير من المعطيات بشأن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف محطة «الحياة» لمعاجلة الغاز ب «عين أمناس» بولاية إليزي، حيث ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان مصدر أمني بأن القوات الخاصة للجيش تمكنت من تحرير حوالي 650 رهينة فيما قضت على 18 إرهابيا خلال هذه العملية، وجاء في حصيلة مؤقتة نشرتها الوكالة أن 573 جزائريا وأكثر من نصف عدد الرهائن الأجانب ال 132 تمّ تحريرهم، في حين لازالت عملية إخراج مجموعة تحصنت بالمحطة الغازية مستمرة. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر كانت وحدات الجيش تسعى إلى «حلّ سلمي» قبل القضاء على بقية المجموعة الإرهابية التي تحصنت بمصنع التكرير، وبحوزتها مجموعة من الرهائن الأجانب. ولم يتم بعد تحديد الحصيلة النهائية فيما يختبئ بعض العمال الأجانب بالموقع الغازي بمختلف نقاط الموقع حسب نفس المصدر الذي أشار من جهة أخرى إلى أنه تم وقف تشغيل المحطة الغازية لتفادي خطر الانفجارات. وأظهر التلفزيون العمومي أمس صورا لرعايا جزائريين وأجانب تمكنوا من الفرار من قبضة خاطفيهم، وأكدت شهادات الناجين بأنه بفضل قوات الجيش تمكنوا من الفرار من أحد الأبواب الخلفية لقاعة كبيرة في المحطة كانت تضم 260 عاملا، فيما أشار آخر إلى أن المجموعة الإرهابية كانت تبحث عن الرعايا الأجانب من أجل احتجازهم، وأشاد رعايا أجانب باحترافية الجيش الجزائري في هذه العملية رغم تعقيدها. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المصدر الأمني تأكيده أن المجموعة الإرهابية «كانت مدججة بالأسلحة لاسيما بالصواريخ وقاذفة صواريخ وأسلحة حربية أخرى»، مضيفا أن المجموعة «كانت مصممة على فعلتها الإجرامية». وتأكيدا لما ذهبت إليه بعض الأوساط الإعلامية تابع المصدر ذاته قائلا: «كانت المجموعة الإرهابية كانت تعتزم حجز العمال الأجانب على مستوى الموقع الغازي كرهائن وتحويلهم إلى مالي من أجل ممارسة ضغوطات قاسية على البلدان المشاركة في عملية محاربة الإرهابيين في مالي وكذا على المجتمع الدولي». ووفق التفاصيل الجديدة المحصل عليها أمس فإن «هذه المجموعة عندما فشلت في ذلك عزمت القضاء على الرهائن الأجانب من أجل تضخيم تأثيرها على المجتمع الدولي»، وقد حاولت القوات الخاصة الجزائرية التي حاصرت فورا الأماكن طيلة صبيحة الخميس التوصل إلى حل سلمي غير أن الإرهابيين استنادا إلى معلومات تلقوها قرّروا القضاء على كل الرهائن وارتكاب مجزرة حقيقية بالموقع الغازي» استنادا إلى نفس المصدر. وبموجب ذلك عليه قررت القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي التي تتمتع بخبرة واحترافية بالغتين حسبما سجلته الأوساط المهنية الدولية الهجوم برّا بهدف القضاء على هذه المجموعة التي كانت تستعد للفرار مع الرهائن، وقد أدى تدخل هذه القوات الذي تمّ في «ظروف جدّ معقدة»، إلى «تفادي مجزرة حقيقية في حق مئات الرهائن والمحطات الغازية بهذا الموقع». وفي تطورات يوم الخميس كانت قوات الجيش الوطني الشعبي قامت بتحرير قرابة 600 عامل جزائري في الموقع الغازي حيث كانوا محتجزين منذ الأربعاء من قبل مجموعة إرهابية، وفي صبيحة نفس اليوم تمكن 30 عاملا جزائريا من الفرار وقد تمّ العثور عليهم من قبل عناصر الجيش الوطني الشعبي التي قامت بنقلهم بالطائرات المروحية التي كانت تحلق في أجواء القاعدة الغازية، كما تم تحرير أربع رهائن أجانب وهم سكوتلنديان وكيني وفرنسي خلال العملية. ونقلت الوكالة عن قال مصدر أمني جزائري تأكيده أن 30 رهينة وما لا يقل عن 11 إرهابيا قتلوا في عملية يوم الخميس حين اقتحمت القوات الجزائرية القاعدة، وأضاف أن اثنين من اليابانيين واثنين من البريطانيين وفرنسيا كانوا من بين سبعة أجانب على الأقل قتلوا. كما كان ثمانية من الرهائن القتلى جزائريين، فيما لم تتضح جنسيات الباقين.